منتديات حوار اديان ورد شبهات

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 15 فبراير 2011

عمر بن الخطاب ايها الحكام

عمر بن الخطاب أيها الحكام
د. عائض القرني

هذه بعض أخبار عمر بن الخطاب فاروق الإسلام، من المراجع الموثوقه، في العدل بين رعيته:
وقف عمر يخطب الناس وعليه ثوب طويل فقال: أيها الناس اسمعوا وعوا.
فقال سلمان الفارسي: والله لا نسمع ولا نعي.
فقال عمر: ولِمَ يا سلمان؟
قال تلبس ثوبين وتُلبسنا ثوبا.
فقال عمر لابنه عبد الله: يا عبد الله قم أجب سلمان.
فقال عبد الله: إنّ أبي رجل طويل فأخذ ثوبي الذي هو قسمي مع المسلمين ووصله بثوبه.
فقال سلمان: الآن قل يا أمير المؤمنين نسمع وأمر نُطع.
وقال عمر مرة على المنبر للناس:
ما أنتم فاعلون لو حدت على الطريق هكذا؟ وحرف يده.
فقام رجل من آخر الناس وسل سيفه
وقال: والله لو حدت عن الطريق هكذا لقلنا بالسيوف هكذا.
فقال عمر: الحمد لله الذي جعل في رعيتي من لو حدت على الطريق قومني.
وقال له رجل: اتق الله يا عمر.
فدمعت عيناه، وقال: لا خير فيكم إذا لم تقولوها ولا خير في إذا لم أقبلها.
وطالب عمر على المنبر بتقليل مهور النساء، فقامت امرأة من آخر المسجد فقالت يا أمير المؤمنين إنّ الله يقول (وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارا فَلاَ تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيْئا)
فقال عمر: أصابت امرأة وأخطأ عمر.
يقول ابن عباس: والله لقد رأيت في قميص عمر وهو خليفة أربع عشرة رقعة.
ولهذا حيَّاه الشاعر محمود غنيم، فقال:
* يا من يرى عمرا تكسوه بردته - والزيتُ أدمٌ له والكوخُ مأواهُ
* يهتز كسرى على كرسيه فرقًا - من خوفه وملوكُ الروم تخشاهُ
* وجاء الهرمزان الوزير الفارسي يبحث عن عمر، فوجده نائما تحت شجرة عليه قميص مرقع بلا حراسة، فهزّ الهرمزان رأسه
وقال: حكمت فعدلت فأمنت فنمت، فنظمها حافظ إبراهيم في قوله:
* فقال قولة حق أصبحت مثلا - وأصبح الجيل بعد الجيل يرويها
* أمنت لما أقمت العدل بينهمُ - فنمتَ نوم قرير العين هانيها
* وقال عمر: والله لو عثرت بغلة في ضفاف دجلة لخشيت أن يسألني الله عنها لِمَ لم تصلح الطريق لها يا عمر؟
ووجد حلوى عند أطفاله فقال لزوجته: من أين لكم ثمن هذه الحلوى؟
قالت كنت أوفّر من حصتنا من الدقيق الذي يأتينا من بيت المال،
فقال عمر: توفرين الدقيق وفي المسلمين من لا يجد دقيقا؟
وأخذ الحلوى من أيدي أطفاله وقال ردوها لبيت مال المسلمين؛
قال حافظ إبراهيم:
* لمّا اشتهت زوجه الحلوى فقال لها - من أين لي ثمن الحلوى فأشريها؟
* وتقول زوجته عاتكة: كان يأتي إلى فراشه لينام فيطير منه النوم ويجلس يبكي، فأقول له: ما لك يا أمير المؤمنين؟
فيقول: توليت أمر أُمة محمد صلى الله عليه وسلم، وفيهم المسكين والضعيف واليتيم والمظلوم، وأخشى أن يسألني الله عنهم يوم القيامة.
وقرقر بطنه من الجوع على المنبر عام الرمادة، فأشار إلى بطنه وقال: قرقر أو لا تقرقر والله لا تشبع حتى يشبع أطفال المسلمين.
ومر بامرأة في خيمة وقد ولدت طفلا وعندها أطفال غيره قد مات أبوهم، فذهب إلى بيت المال وأحضر دقيقا وزيتا وأوقد لهم النار وصنع لهم العشاء وقدمه، فقالت المرأة: والله إنك خيرٌ من عمر بن الخطاب. وقرأ قول الله تعالى (أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ) فبكى وقال ما بقي لنا شيء ومن بقي له شيء فليطلبه.
وذهب بثوبه المرقعّ لفتح بيت المقدس وقال له بعض قواده لو لبست يا أمير المؤمنين لباسا جميلا إعزازا للإسلام، فقال:
نحن قوم أعزنا الله بالإسلام ومهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله.
وكان يطلي إبل الصدقة، فجاءه رجل فقال: يا أمير المؤمنين أنا أطلي عنك الإبل،
فقال عمر: أأنت تحمل عني ذنوبي يوم القيامة؟
وذهب مرة خلف أبي بكر الصديق ودخل أبو بكر خيمة امرأة مع أطفالها فاختفى عمر وانتظر حتى خرج أبو بكر ثم دخل على المرأة فسألها عن حالها، فقالت أنا امرأة حسيرة كسيرة ومعي عيال وليس لنا عائل إلا الله.
فقال عمر وماذا يصنع هذا الشيخ الذي يدخل عليكم؟
قالت يصنع طعامنا ويكنس بيتنا ويحلب شياهنا ويغسل ثيابنا. فجلس عمر يبكي ويقول: أتعبت الخلفاء بعدك يا أبا بكر.
ومر في سكة المدينة ليلا فسمع بائعة لبن تقول لابنتها امزجيه بالماء ليكثر فإن عمر لا يدري، فقالت الفتاة: لكن الله يدري. فعرف عمر البيت وخطب الفتاة لابنه عاصم، وكان من ذريتها الخليفة الزاهد العادل المجدّد عمر بن عبد العزيز.
ولما أصاب القحط المدينة كان يدور بين الخيام وجفنة الطعام على رأسه يوزعه بين الفقراء. وطلب عام القحط من الأعراب والفقراء أن يسكنوا في ضواحي المدينة ونصب لهم خياما وقال إما نحيا سويَّا أو نموت سويَّا.
وجاءه رجل وقال يا أمير المؤمنين لو أوصيت بالخلافة لابنك عبد الله فإنه أهلٌ لها
فقال عمر: كذبت قاتلك الله اُشهد الله على مقتك كيف أوصي بالخلافة إليه وفي المسلمين من هو خير منه؟
وشكا إليه قبطي من مصر ابن أميرها، محمد بن عمرو بن العاص،
يقول القبطي: سابقته بفرسي يا أمير المؤمنين فسبقته فضربني وقال أتسبقني وأنا ابن الأكرمين؟
فدعا عمر محمدا وبطحه وجلده وقال: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟
أنظر كتاب أخبار عمر للطنطاوي،
وعمر بن الخطاب للصلاّبي،
والبداية والنهاية لابن كثير.

الثلاثاء، 8 فبراير 2011

الرد على الرد على أمية النبى محمد

بسم الله الرحمن الرحيم

أولا : كل الفضل يرجع عند كتابتى لهذا الموضوع الى سلسلة إصدارات مبادرة البحث العلمى لمقارنة الأديان
Academic Research of Comparative Religion Initiative
المؤسسة العلمية الدعوية العالمية

والآن ندخل الى صلب الموضوع

أولا وقبل كل شئ يجب ان نعلم معنى كلمة الأمّية فى اللغة العربية
ولمعرفة هذا يجب ان نعود للأصول العربية
لا كما يفعل المدلسون فيرجعون للأصول العبرية واليهودية فلا يمكن لأحد عندما يحدثنى بالفرنسية أن أفتح القاموس الانجليزى لأترجم منه

وكان يجب ان يعلم اى ناقد التمايز المتكامل بين المعنى اللغوى والاصطلاحى للكلمات

1- لا أنكر ان اللغة السيريانية والعبرية تشارك اللغة العربية فى الجذر السامى الأول
ولكن مايجهله المدلسين [1] ان اللغات الساميّة مفيدة في فهم ما غمض من الألفاظ العربيّة، إذا كانت هذه الألفاظ دخيلة على اللسان العربي أو كانت من المشترك السامي، لكنّها غير معتبرة إذا ثبت لنا من خلال التصريح أو الاستقراء معنى مُحكمٌ في العرف اللساني البياني العربي ضمن السياق الزمني المقصود.

ونحن هنا نبحث فى الكلمة العربية "أمّىّ"
والتى من الملاحظ أن المستشرقين من المنصِّرين يربطونها بالكلمة العبرية "أممى"
فيردوا الكلمة العربية للمصطلح اليهودى العبرى ((جويم)) ((גוים))
وهذا المصطلح عند اليهود يطلق على غير اليهود بمعنى "أمم" والتى مفردها ((جوي)) ((גוי)) أى أمة غير يهودية

وهذا مايعتمدون عليه فى إلقاء نفيهم لكلمة ان معنى أمىّ هو الذى لا يعلم القراءة والكتابة
ولكن يأتينا سؤالا

هل هذا ما يدل عليه النصوص القرآنية؟؟؟؟
لا , فعندما نفتح القرآن الكريم والسنة النبوية نراهما يؤكدان على ان معنى كلمة أمية هى نفى القراءة والكتابة عن الانسان بل ونفى الحق والهدى عنهم أيضا

{هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِين}[2]

{فَإنْ حَآجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَاد}[3]


الآن تعالوا نضع مقام الأميين من هم فى غير أمة اسرائيل لنرى ماذا سيحدث.....
سنرى أن الآية لا تستنيخ لهذا المعنى الدخيل الذى قال عنه المستشرقون والمتنصرين وأصحاب التيارات الكفرية

وهو ما أكّده ((كيرلس جلاسي)) ((Cyril Glasse)) في موسوعته ((موسوعة الإسلام الموجزة)) ((The Concise Encyclopedia of Islam)) بقوله في مقالة (أمي): ((لقب للنبي. رغم أنّ كلمة أمي قد فهمت من المسلمين على أنّها تشير إلى أنّ النبي كان أميًا، فإنّ بعض النقّاد الغربيين نازعوا في إتيمولوجيّة الكلمة لزعمهم أنّها تعني (gentile) وذلك بربط كلمة أمي بكلمة أمّة، ويقولون إنّ ذلك بسبب أنّ محمدًا قد دعى إلى الوحي الإبراهيمي الـ (gentiles) أو غير اليهود. إنّ كلمة أمّة لا تعني (nation) بالمعنى العبري لكلمة ((جوي))، وليس الإسلام ديانة منبثقة من اليهوديّة، على خلاف المسيحيّة ... وليس فهم المسلمين لكلمة أمي كفهم المستشرقين لها.))[4]

والآن نكران الموضوع من الناحيتين الاتميولوجية والفيولوجية لا تكمن من كلامنا اعتباطيا أو متموعا ولكن تكمن على أسباب عديدة منها


  • الجهل المتعمد للعرف اللغوى للكلمة العربية

  • اللجوء الى اللغة العبرية فى التدليس على ألفاظ القرآن بالرغم من وجود ثروة هائلة من الكلمات فى الشعر والخطب والأمثال

  • الإعراض عن التفسير من خلال العرف القرآنى والنبوى لنفس الكلمة

  • تجاهل ان العرب يرى ان اللغة العبرية هى لغة اجنبية تحتاج الى مترجم لها...


ثانيا:
يجب ان نرى قول العرب وموقفهم من كلمة أمىّ

فنرى الآن:-
قول ((ابن منظور)): ((معنى الأمي المنسوب إلى ما عليه جَبَلَتْه أمه أي لا يكتب فهو أمي لأن الكتابة مكتسبة؛ فكأنه نسب إلى ما يولد عليه أي على ما ولدته أمه عليه.))[5]
وقال ((أبو حيان)): ((الأمي هو الذي لا يكتب ولا يقرأ في كتاب، أي لا يحسنون الكتب فيطالعوا التوراة ويتحقّقوا ما فيها.)) [6]
أما ((ابن قتيبة)) فقد نسب كلمة أمي إلى أمة العرب التي لم تكن تقرأ أو تكتب، فقال: ((قيل لمن لا يكتب أمي، لأنه نسب إلى أمّة العرب أي جماعتها، ولم يكن من يكتب من العرب إلاّ قليل؛ فنسب من لا يكتب إلى الأمّة …))[7]
ومن الشهادات المبكّرة في تفسير معنى كلمة ((أميّ))؛ قول المؤرّخ ((محمد بن إسحاق بن يسار المديني)) (ت151 هجرية ) صاحب السيرة النبوية المشهورة: ((كانت العرب أميين لا يدرسون كتابًا، ولا يعرفون من الرسل عهدًا.)) [8]
..وقول الحافظ ((يحيى بن معين)) (ت223 هجرية): ((كان جعفر بن برقان أميًا، لا يكتب و لا يقرأ)). وقال أيضًا: ((كان أبو عوانة أميًا يستعين بإنسان يكتب له.)) [9]

إذن كلمة أمّى كانت بين العرب وفى لسان العرب تعنى هو الذى لا يعرف القراءة ولا الكتابة
والقرآن كما قال الله تعالى أنه نزل <بلسانٍ عربىٍّ مبين>

إذن أول منطق وهو ان الكلمة لا تعنى الجهل بالقراءة والكتابة منسوف تماما ولا يصح لا عقلا لان نصوص القرآن لا تستقيم بالمعنى الذى ألصقوه المستشرقين به ولا نقلا لان العرب كانو يقولون على الامى الجاهل بالقراءة والكتابة

ثالثا:
شهادة القرآن الكريم على أمّية النبى صلى الله عليه وسلم:-

فى معظم الأحيان ان لم يكن كلها عندما اتحاور مع لادينيين ملحدين او نصارى او اى فرقة أخرى
أرى انهم يتحدثون وكأن النبى لم يكن له أعداءا يتربصوا له كل مرصد
ولم يكن هناك رجال ينتظرون خطئاً بالقرآن كى يبينوا أنه بشرىٌّ -وحاشا الا ان يكون كلام الله عزوجل-
وكأن لم يكن هناك من يجادله ليلا ونهارا تعنتا او معرفة للحق

وكأن من أمامى أحاوره هو أول من نقد النقد ويظن هذا
ولكن الا يتفكرون انه كان بالفعل من يتربص له كل مرصد؟؟؟
هل يعتقدون انهم بهذا الغباء ليتركو اخطاء فى القرآن تجعل متبعيه يستنفرون ويجهزوا بدلا من ذلك جيوشا للاعتداء على المسلمين؟؟؟

طيب لنرى الآن القرآن يقول
{وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلاَ تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لاَّرْتَابَ الْمُبْطِلُون}.[10]
إذن هنا تقريرا على أمية النبى صلى الله عليه وسلم وعدم معرفته لا بالقراءة ولا بالكتابة
وهذه الآية تنفى الدراسات التى تعب فيها كل ملقى شبهة على الإسلام ليقول ان اميته لا تعنى نفيه للقراءة والكتابة

ثم يأتى القرآن الكريم مقررا عدم علم النبى صلى الله عليه وسلم بكتب القوم فى قوله تعالى
{مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلاَ الإِيمَانُ}
وقوله تعالى أيضا
{قُل لَّوْ شَاء اللّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَدْرَاكُم بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِّن قَبْلِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُون}
ومع هذا فيأبى المدلسون الا ان يفتروا الظلم والبهتان وما يجعلنا على يقين بعدم المامهم بالقرآن وبعلمهم به ولكن يخفون بعض الكتاب ويقرأون الآخر
ونرى فى هذا قول الامام النحاس
((وذلك دليل على نبوته، لأنه لا يكتب ولا يخالط أهل الكتاب؛ فجاءهم بأخبار الأنبياء والأمم وزالت الريبة والشك .))[11]

رابعا :
شهادة السيرة النبوية العطرة :-
تعددت المواقف فى السيرة التى تشهد لأمية النبى صلى الله عليه وسلم
كما الناظر يرى افتقاد السيرة عن ذكر وجود النبى فى اماكن التعلم والتعليم او استخدامه للقرطاس والقلم أو غيره

كما نرى انه فى المرحلة المدنية يوجد للنبى 61 كاتبا مع حاجته للكتابه للملوك والأمراء ولا نجد ولا مرة ذكر انه مسك قرطاسا وقلما وكتب أى شئ

كما نعلم ان طفولة النبى صلى الله عليه وسلم كانت من القسوة بماكانت عليه
ولماذا لا نرى معلما للكتابة والقراءة للنبى مع ذكر كل تفاصيل الحياة؟؟؟
فهل يكون العلم بلا معلم؟؟؟

أظن ان الأمر كما ذكرت المستشرقة ((كارن أرمسترونج)) ((Karen Armstrong)): ((يبدو أنّه من الانحراف في الرأي تحدّي التراث الإسلامي التفسيري لكلمة (أمّي). لا توجد أيّة إشارة في المصادر الأولى إلى ممارسة محمّد للقراءة أو الكتابة. كان محمد يملي كلامه على غيره، كَعَلِي المتعلّم، إذا ما أراد إرسال رسالة. إنّها لخدعة كبيرة أن يكون محمد قد أخفى طوال حياته قدرته على القراءة والكتابة. بعيدًا عن أنّ ذلك ليس من الأمور المعهوده، فإنّه يبدو من العسير جدًا المحافظة على هذا الغش؛ نظرًا للتقارب الشديد في المعيشة بين محمد وقومه.))[12]

وقد أقرّ بأميّة الرسول صلّى الله عليه وسلّم عدد من المستشرقين مثل ((مرتشي)) ((Marraci)) و((بريدو)) ((Prideaux)) و((أوكلي)) ((Ockley)) و((جروك)) ((Gerock)) و(( أرمون-بيير كوسن دو برسفال)) ((Armand-Pierre Caussin de Perceval)) و((ج. م. أرنولد)) ((J. M. Arnold)) و((بالمر)) ((Palmer)) .[13]

خامسا:
شهادة الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا:-
قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم:
((إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب، الشهر هكذا وهكذا وهكذا وعقد الإبهام في الثالثة والشهر هكذا وهكذا يعني تمام ثلاثين.))
رواه بخارى ومسلم فى صحيحيهما

قال ((المباركفوري)) : ((قال صلّى الله عليه وسلّم إنّا أمّة أميّة لا نكتب ولا نحسب؛ أراد أنهم على أصل ولادة أمهم؛ لم يتعلموا الكتابة والحساب؛ فهم على جِبلّتهم الأولى.))[14]
إذن الأمر لا يحتاج الى كل هذه التأويلات الهرطوقية أو غيرها فقد دفع عن هذا الرسول صلى الله عليه وسلم وتبقى البينة على من ادّعى

أمر آخر يجب أن نشير إليه
وهو اتخاذ الرسول كُتَّابا للوحى وللشئون الأخرى
فقد كان للرسول صلّى الله عليه وسلّم عدّة كتّاب ((كأبي بكر)) و((عمر)) و((عثمان)) و((علي)) و((زيد)) و((معاوية)) –رضي الله عنهم- يكتبون الوحي، ويكتبون العهود، ويكتبون كُتُبَه إلى مَن بعثه الله إليهم مِن ملوك الأرض ورؤوس الطوائف، وإلى عُمّاله، وولاته، وسعاته. ولم يذكر التاريخ الصادق أنه صلّى الله عليه وسلّم قام بكتابة الوحي بنفسه أو أنّه تولّى كتابة أيّ من رسائله ..

ونرى من هذا قول قال المؤرّخ ((ابن خلدون)) إنّ الكتابة في العرب كانت أعزّ من بيض الأنوق، وإنّ أكثرهم كانوا أميين، ولاسيما سكّان البادية، لأنّ هذه الصناعة من الصنائع التابعة للعمران[15]

الآن يكمن على كل مدّعى أن يثبت لنا الثقافة الموسوعية للنبى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ومن تبعه بإحسان الى يوم الدين لأسفار أهل الكتاب وعقائدهم ولغاتهم وفرقهم حتى يتبين صدق دعواكم
فكما قلت سابقاً
البيّنة على من ادعى

ولا حظوا انه يجب ان تثبتوا علمه بدقائق الكتاب المقدس عن كل شئ قد جاء به
وقد صدق الدكتور ((عبد الرحمن بدوي)) في قوله:
((ولكي نفترض صحة هذا الزعم، فلا بد أنّ محمدًا كان يعرف العبرية والسريانية واليونانية، ولابد أنه كان لديه مكتبة عظيمة اشتملت على كل نصوص التلمود، والأناجيل المسيحية، ومختلف كتب الصلوات، وقرارات المجامع الكنسية، وكذلك بعض أعمال الآباء اليونانيين، وكتب مختلف الكنائس- والمذاهب المسيحية.))!![16]
إنّ التاريخ يخبرنا أنّ ذاك الزمان لم يعرف رجلًا من أهل الكتاب أنفسهم، يحمل هذه العلوم الجمّة، بسعته ودقّتها وتلوّنها!

يتبع بالرد على الشبهات من الأحاديث وادعاءات زويمر المتعددة والتى تتخذونها كحجج عدم أمية النبى.....
 
المصادر 

[1]لعلّ هذه (الموضة) هي الأكثر رواجًا هذه الأيام في المكتبة الاستشراقيّة بين أصحاب (الفانتازيا)
الفكريّة و(التقليعات) النقديّة الحديث؛ ولو كان رصيدها من الواقع شديد الهزال؛ ولذلك لا نستغرب أن
نقرأ قول ((جبرائيل صاوما)) ((Gabriel Sawma)) في كتابه: ((The Qur’an: Misinterpreted, Mistranslated and Misread : the Aramaic
Language of the Qur’an)) ص 103، مخاطبًا (الكائن الغربي) في سبيل إثبات أنّ القرآن كتاب (سرياني اللفظ والدلالة) (!): ((اليوم، من يتكلّمون السريانيّة أقدر على فهم معاني القرآن أكثر ممن يتكلّمون العربيّة؛ رغم أنّ الكثير من الألفاظ القرآنيّة قد تمّ تعريبها على مدى الأربعة عشر قرنًا الماضية.)) .. لا شكّ أنّه لا يمكن أن يجهر هذا المؤلّف بمثل هذه الدعوى (الموؤودة) في بيئتنا العربيّة .. علمًا أنّ هذا الكاتب الذي زعم أنّه يفسّر القرآن بالسريانيّة (!) والذي يحسن فهم لغة القرآن أكثر من أصحاب اللسان العربي(!)، قد عجز في بعض الأمثلة التي عرضها، عن قراءة اللفظ العربي أو نقحرة (transliteration) الآيات وأسماء الأعلام .. (إلاّ الحماقة أعيت من يداويها!)!!

[2]سورة الجمعة الآية 2
[3]سورة آل عمران الآية 20

[4]كيرلس جلاسي (ولد سنة 1944م): مستشرق أمريكي من أصل روسي. اهتدى إلى الإسلام في شبابه. تخرّج في كليّة كولومبيا. درّس مقارنة الأديان في العديد من البلاد (نيويورك، وموسكو، ولاهور ...)

[5]ابن منظور، لسان العرب، بيروت: دار صادر، د.ت، 12/34.
[6] أبو حيان، تفسير البحر المحيط، بيروت: دار الكتب العلميّة، 1422هـ، 2001م، 1/442
[7] ابن قتيبة، غريب الحديث، ت/ عبد الله الجبوري، بغداد: مطبعة العاني، 1397هـ، 1/384
[8] ابن إسحاق، سيرة ابن إسحاق، ت/ محمد حميد الله، معهد الدراسات والأبحاث، د.ت، 2/62
[9] ابن معين، تاريخ ابن معين، رواية الدوري، دمشق: دار المأمون للتراث، 1400 هـ، 3/419
[10]سورة العنكبوت الآية 48
[11] الشوكاني، فتح القدير، بيروت: دار الفكر، د.ت، 4/207
[12] Karen Armstrong, Muhammad: a biography of the prophet, New York: HarperCollins, 1993 , p.88
[13] لودفيجيو مرتشي (1612م-1700م): قسيس كاثوليكي إيطالي. درّس اللغة العربيّة في جامعة سابينزا بروما. ترجم القرآن الكريم إلى اللاتينيّة. صاحب نزعة عدوانيّة اتجاه الإسلام.
همفري بريدو (1648م-1724م): ناقد وأستاذ دين. ألّف كتاب ((حياة محمد)) ((Life of Mahomet))، وهو مؤلَّف مشحون بالافتراء والطعن
سيمون أوكلي (1678م-1720م): مستشرق بريطاني. درّس اللغة العربية في جامعة كمبردج. اشتهر بكتابه ((The History of the Saracen Empires))
ك. ف. جروك: مستشرق. صاحب كتاب ((Versuch einer Darstellung der Christologie des Koran)) في التصوّر القرآني لطبيعة المسيح.
أرمون-بيير كوسن دو برسفال (1795م-1871م): مستشرق فرنسي. درّس اللغة العربيّة في (كوليج
دو فرُنس).
أشهر مؤلّفاته:
((بحث عن تاريخ العرب قبل الإسلام وأثناء عصر محمد)
((Essai sur l'histoire des Arabes avant l'Islamisme, pendant l'époque de Mahomet))
ج. م. أرنولد (توفي 1882م): منصّر إنجليكاني
إدوارد هنري بالمر (1840م-1882م): مستشرق بريطاني. درّس اللغة العربيّة في جامعة كمبردح. تعتبر ترجمته الإنجليزيّة للقرآن الكريم أشهر أعماله.
Samuel Marinus Zwemer, The Muslim Doctrine of God: an essay on the character and attributes of Allah according to the Koran and Orthodox tradition, New York: Young People's Missionary Movement, 1905, p.92
[14] المباركفوري، تحفة الأحوذي، بيروت: دار الكتب العلميّة، د.ت، 8/212
[15] أحمد بن حجر آل بوطامي البنعلي، الردّ الشافي الوافر على من نفى أميّة سيّد الأوائل والأواخر، ضمن مجموعة الشيخ أحمد بن حجر آل بوطامي البنعلي رحمه الله، قطر: وزارة الأوقاف والشؤون الإسلاميّة، 1428هـ، 2007م، 6/248
[16] عبد الرحمن بدوي، دفاع عن القرآن ضدّ منتقديه، ت/ كمال جاد الله، القاهرة: الدار العالميّة للكتب والنشر، 1999م، ص24


الإدّعاءات الباطلة ورد الشبهات ومزاعم صموائيل زويمر ....

نتابع بحول الله الاحاديث والنصوص التى يذكرها المستشرقون والمنصرون ومن على شاكلتهم من أصحاب التيارات التكفيرية

لنرى هل ما يقولونه هو حقا فى الأحاديث من شئ أم لا.....

الشبهة الأولى :-
وهى تكمن فى هذا الحديث الذى هو من صحيح البخارىّ
((لما اعتمر النبي صلّى الله عليه وسلّم في ذي القعدة، أبى أهل مكة أن يدعوه يدخل مكة حتى قاضاهم على أن يقيم بها ثلاثة أيام، فلما كتبوا الكتاب كتبوا: هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله.
قالوا : لا نقر لك بهذا، لو نعلم أنك رسول الله ما منعناك شيئًا، ولكن أنت محمد بن عبد الله!
فقال صلّى الله عليه وسلّم:أنا رسول الله، وأنا محمد بن عبد الله!
ثم قال لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: ((امح رسول الله!))
قال علي: لا والله لا أمحوك أبدًا.
فأخذ رسول صلّى الله عليه وسلّم الكتاب وليس يحسن يكتب، فكتب: هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله، لا يدخل مكة السلاح إلا السيف في القراب.
))

الآن هل يرى عاقل الحديث ؟؟؟؟ فوالله هو مجيب نفسه
عندما ذكر فى الحديث "وليس يحسن يكتب"

الرد على هذه الشبهة.....

أولا كلمة "كتب" ليست قاطعة الدلالة على ان النبى هو الذى كتب الكلام بنفسه فالعرب ينسبونها على من ائتمر بهذا الفعل

الدليل على كلامى
ما رواه ((أنس بن مالك)) رضي الله عنه أنّ النبي صلّى الله عليه وسلّم اتّخذ ((خاتمًا من فضّة، نقشه محمد رسول الله.))، ومعلوم أنّ الرسول صلّى الله عليه وسلّم لم يباشر ذلك بنفسه، وإنّما باشره غيره بطلبه صلّى الله عليه وسلّم.[1]

ثانيا : بفتح كتب الصحاح لنرى الصحيح من هذا الاحاديث على مختلف الروايات فالمستشرقين وغيرهم قد بتروا الروايات ليقوموا بالتدليس على حياة النبى نرى فى باقى الروايات الآتى :_

جاءت الرواية عن ((البراء)) في صحيح ابن حبان مصرّحة أنّ الرسول كان آمرًا بالكتابة لا مباشرًا لها: ((فأخذ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الكتاب وليس يحسن يكتب فأمر فكتب مكان رسول الله محمدًا ، فكتب هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله.))
ثالثا: روى هذا الحديث ((المسور بن مخرمة)) و((مروان)) و((أنس بن مالك)) رضي الله عنهم أجمعين، واتفقت تلك الروايات كلها على أمر النبي صلّى الله عليه وسلّم لعلي بالكتابة، فقد روى البخاري عن ((المسور بن مخرمة)) و((مروان)) يصدق كل واحد منهما حديث صاحبه قالا : ((..فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم:والله إني لرسول الله وإن كذبتموني، اكتب محمد بن عبد الله))، وكذلك قال ((أنس بن مالك)) رضي الله عنه في صحيح مسلم ما نصّه: ((فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: اكتب من محمد بن عبد الله.))
أما رواية ((البراء)) رضي الله عنه، فنلاحظ أن الرواة الذين نقلوها قد اقتصروا على بعض الألفاظ دون بعض، ومن هنا حصل اللبس والإيهام في هذه الرواية[2]

إذن هذا الحديث الذى استشهدوا به أصبح دليلا ضدهم فالنبى لم يكن يحسن يكتب وأمر عليّا أن يكتب محمد بن عبدالله

رابعا : فى رواية البخارى قال النبى صلى الله عليه وسلم "فأرنيه" -أى مكان الكلمة المراد محوها-
وهذا دلالة على أنه لا يجيد القراءة
فأنى لمن لا يجيد القراءة ان يجيد الكتابة وهذا بالإضافة الى ان الرواية نفسها التى استشهدوا بها قال وليس يحسن يكتب
وهذه دلالة قاطعة على أمية النبى صلى الله عليه وسلم

أمّا عامة الأحاديث الأخرى التي استُدلّ بها لردّ أميّة الرسول صلّى الله عليه وسلّم، فهي لا تصحّ، قال الإمام ((ابن حجر)) بعد أن أوردها: ((وأجاب الجمهور بضعف هذه الأحاديث.))[3]

والآن دعاوى زويمر او كما يلقب "الرسول الى الاسلام"
وهو مستشرق تنصيرى
نرى فى مجلته الشهيرة العالم الإسلامى مقالا كان قد كتبه تحت عنوان
((النبي "الأمي"، هل كان محمد قادرًا على القراءة والكتابة؟))
((The ‘Illiterate’ Prophet, Could Mohammed Read and Write? ))
نرى فى مقالته الطويلة -20 صفحة تقريبا- بعض الدعاوى

حديث الحديبية والذى ذكرته الآن وبينت بطلان اثبات معرفة الكتابة فى هذا الحديث
استناده بأحاديث الشيعة وهذا شئ لا يعنينا -كسُنّيين- غير أن احاديث الشيعة كلها متضاربه لأسباب سألخص منهما سببين فقط

أ‌- روايات الشيعة لم تؤسس على منهج علمي في النقل والتمحيص؛ ولذلك تكثر في كتبهم الروايات المتناقضة؛ حتى قال أحد محققيهم ((الطوسي)) –شيخ الطائفة-: ((لا يكاد يتفق خبر إلا وبإزائه ما يضاده، ولا يسلم حديث إلا وفي مقابلته ما ينافيه))[4]؛ وليس يصحّ في بدهيات العقول أن يرد المنصّر أو المستشرق روايات ((البخاري)) و((مسلم)) التي محِّصت تمحيصًا في حين يقبل روايات الشيعة التي هي مجرّد (تدوين) و(تجميع)!

ب- لم يستدلّ الشيعة بمحْكم من القول أو بنقل عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أو كلام من عاصره، وإنما عمدتهم ما نسبوه إلى رجل من آل البيت ممن لم ير رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؛ وليس عند الشيعة حرج في قبول هذه الأقوال لأنهم يعتقدون عصمة هؤلاء الرجال؛ وهو ما لا يرضاه –بداهة- المنصّرون والمستشرقون.
كيف نقول أن أمى مقصود به الأمم غير اليهود وهى نسبت فى القرآن للأميين من اليهود أيضا فى قول الله تعالى
{أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُون وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلاَ بَعْضُهُمْ إِلَىَ بَعْضٍ قَالُواْ أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ اللّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَآجُّوكُم بِهِ عِندَ رَبِّكُمْ أَفَلاَ تَعْقِلُون أَوَلاَ يَعْلَمُونَ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُون وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّون}
وهذه الأية تصف فريق من اليهود بالأميين فى يجوز لا عقلا ولا منطقا أن نقول ان المقصود هو أى امه دون اليهود

ذكر زويمر ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان تاجرا وأن هذا حجة على أنه يعرف القراءة والكتابة
الرد على هذا القول

  • أولا لم يثبت لنا ان النبى مارس التجارة الا فترة قصيرة
  • ولم يثبت لنا ان تلك التجارة تحتاج بالضرورة لمعرفة القراءة والكتابة
بل كان من المعروف أن أهل مكة كما ذكرنا سابقا فى الموضوع كان معظمهم أمّى وكان المتعلمين قليليين
وكان معروف أنهم تجاريين أيضا ولم يعارض أميتهم للقراءة والكتاة تجارتهم أبدا

ذكر مختصر حديث ((عبيد الله بن مسلـم)): ((كان لنا غلامان فكان يقرآن كتابـًا لهما بلسانهما، فكان النبـيّ صلّى الله عليه وسلّم يـمرّ علـيهما، فـيقوم يستـمع منهما، فقال الـمشركون: يتعلـم منهما، فأنزل الله تعالـى ما كذّبهم به، فقال: {لسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِين}

الرد على هذا القول
هذا الحديث ليس بحجة علينا لعدة أسباب
(1) الحديث مروي عن ((عبيد الله بن مسلم الحضرمي))، وهو من المختلَف في صُحْبَتِهِ؛ قال فيه الحافظ ((مغلطاي)) في كتابه ((الإنابة إلى معرفة المختلف فيهم من الصحابة)): ((عبيد الله الحضرمي تابعي روى عن: معاذ ابن جبل)) ؛ فالحديث بذلك مرسل لا يصح!
(2) صِغر سن الغلامين وعجمة لسانهما ينفيان أن يكون لهما فضل أو أثر على النبي صلّى الله عليه وسلّم.
قال الشيخ ((ابن عاشور)): ((كان في مكّة غلام روميّ كان مولى لعامر بن الحضرمي اسمه جَبر كان يصنع السيوف بمكّة ويقرأ من الإنجيل ما يقرأ أمثالُه من عامّة النصارى من دعوات الصلوات، فاتّخذ زعماء المشركين من ذلك تمويهًا على العامة، فإن معظم أهل مكّة كانوا أمّيين فكانوا يحسبون من يتلو كلمات يحفظها ولو محرّفة، أو يكتب حروفًا يتعلّمها، يحسبونه على علم، وكان النبي صلّى الله عليه وسلّم لما جَانبه قومه وقاطعوه يجلس إلى هذا الغلام، وكان هذا الغلام قد أظهر الإسلام؛ فقالت قريش: هذا يعلّم محمداً ما يقوله.))
التحرير والتنوير 7/286
(4) لا تعلّق لهذا النص بمعرفة الرسول صلّى الله عليه وسلّم القراءة والكتابة.

§ ختم حديثه بقوله: ((ربما تعلّم فن [القراءة والكتابة] من زوجتين من زوجاته[يقصد ((عائشة)) و((حفصة)) رضي الله عنهما وعن أبويهما. ]))
الرد على هذا القول
أولا عقليا

متى تعلم النبى صلى الله عليه وسلم من السيدة عائشة وهو توفى وهى عندها من العمر 18 عام
بل متى تعلم منها والبعثة النبوية كانت قبل ولادتها من الأساس بخمس سنوات!!!!!
هل من عاقل فيجيب؟؟؟؟

ومتى تعلم من السيدة حفصة وقد تزوجها السنة الثالثة للهجرة؟؟؟؟[5]

زعمه ان الرسول صلى الله عليه وسلم لربما كان يعلم القراءة والكتابه ولكنه كان يخفى هذا على قومه

فهذا الزعم غير مقبول لا نقلا ولا عقلا لما اوردناه سابقا ولابد من العلم فى الأساس من معلم
ولكن نرى من هذا كله مرضا يسمى الوسواس القهرى (Obsessive–compulsive disorder)ونرى أنه يصيب كل الستشرقين والمنصرين ليقوموا بالقول بكل الآراء حتى وان كانت غير مقبوله عقليا وغير موجودة نقليا فقط -لنفى ربانية القرآن الكريم-ولو تبعناهم فى قولهم لأصبح لكل يقين فى هذه الحياة احتمال آخر ولأصبح كل العالم الآن فى مستنقع "اللا أدرية" البائسة

والآن رؤية ويجب من اتخاذها
بالنظر الى التاريخ وجميع الشواهد نرى أن جل من اتهم النبى صلى الله عليه وسلم أنه افتعل القرآن من عنده أسلموا فيما بعد

قول الرسول صلّى الله عليه وسلّم عند مرضه الذي قبض فيه: ((‏هلمّ أكتب لكم كتابًا لن تضلوا بعده.)) صحيحٌ، مخرّج في الصحيحين وغيرهما، وفي نفس الحديث أنّ الرسول صلّى الله عليه وسلّم لم يكتب شيئًا لكثرة اللغط من الصحابة رضوان الله عليهم حوله.
وقد أورد ((زويمر)) نفسه الرد الأمثل على هذه الشبهة بما نقله عن المستشرق ((نولدكه)) في قوله : إنّ كلمة ((كتب)) عند العرب تستعمل أحيانًا بمعنى ((أملى))

هكذا تكون انتهت الشبهات التى تم تلفيقها الى سيرة النبى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم


خاتمة للموضوع
بعض الوقفات بحاجة الى التفكر السليم....
كى يكون النبى صلى الله عليه وسلم ذاك الشخص المتعلم وليس فقط الغير أمى بل المطلع على كتب جميع الأقوام حتى المخطوطات التى تم اكتشافها بعد وفاته يجب أن نتوقف قليلا لنتفكر إن كان حقا ما يدعوا إذن:-

  • محمد النبى لم يكن يقرأ فقط بل هو ذا تطلعات جمه فى الدينيات الأخرى وهذا ما لم يثبت لا قطعا ولا وصلا لا فى كتب تايخ أو سيرة منقحة
  • يجب أن يكون النبى محمد مطلع على الأسفار المقدسة لليهود والنصارى
  • محمد صلى الله عليه وسلم كان مطلعا على الكتب المقدسة الأبوكريفية [6] التى لا تعترف بها فرق اليهود والنصارى الكبرى وكان عميق المعرفة بالكتب الدينية التى هى ادنى فى قداستها من الكتب المقدس

والعديد من الأشياء الأخرى كأن يكون النبى محمد بالضرورة معتكفا على كتب القوم جميعها لدراستها وجبر النواقص ودحض الأباطيل فيها ورواية ماهو صحيح وتصحيحها بما تم اكتشافه مؤخرا وكان يجب أن يكون مراعيا للإعجاز فى النظم القرآني

ومع أنه ليس أكثر من مقتبس للكلام -على حد الزعم- ولكنه تحدى اهل الأوثان وأهل الكتاب على حد سواء فى هذا....

وأخيرا يجب أن تكون الأسفار النصرانية متاحة بين يدي النبى وأن تكون مكة مرتعا تعليميا مزدهرا ليعلم كل هذا

ويكمن سؤالا فى غاية الأهمية يقطع دابر هذا الأمر
هل كانت الأسفار معربة -أى مترجمة للعربية- فى زمن النبى محمد ؟؟؟؟

بالطبع لا
فكما نرى من قول البحّاثة ((بروس متزغر)) ((Bruce Metzger))، أستاذ لغة العهد الجديد وآدابه، في كتابه المرجعي ((The Bible in Translation)) المتعلّق بصورة مباشرة بتاريخ ترجمات الكتاب المقدس؛ فقد قال في هذا الشأن:
((من الراجح أنّ أقدم التراجم (العربيّة) للكتاب المقدس تعود إلى القرن الثامن.)) .[7]

وكتب المستشرق المنصّر ((توماس باتريك هوغز)) ((Thomas Patrick Hughes)) في معجمه الذي خصّه للمصطلحات الإسلاميّة ((The Dictionary of Islam)) -نقلًا عن المستشرق ((ج. م. رودويل)) ((J. M. Rodwell))-:
((لا توجد حجة على أنّ محمّدًا قد اطّلع على الأسفار المسيحيّة المقدسة... لا بد أن يُعلم أنّه لا توجد آثار واضحة على وجود ترجمة عربيّة للعهدين القديم والجديد سابقة لزمن محمد ... أقدم ترجمة عربيّة للعهد القديم بلغنا أمرها، هي ترجمة الحبر سعديا الفيومي)). [8]

وهناك الكثير من الأدلة أيضا على عدم وجود نسخة عربية للكتب المقدس فى عهد النبى
اذن يجب ان يكون النبى ناطق للعبرانية واليونانية والسيريانية



[1] رواه البخاري، كتاب اللباس، باب نقش الخاتم، ح/ (5872)، ومسلم، كتاب اللباس والزينة، باب في اتخاذ النبي صلّى الله عليه وسلّم خاتمًا لما أراد أن يكتب إلى العجم، ح/(2092)
[2] خالد كبير علال، أباطيل وخرافات حول القرآن الكريم والنبي محمد صلّى الله عليه وسلّم، دحض أباطيل عابد الجابري وخرافات هشام جعيط حول القرآن ونبيّ الإسلام، دار المحتسب، نسخة الكترونيّة
[3]ابن حجر، فتح الباري، 7/503-504
الأحاديث هي:
-ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كتب وقرأ.
- أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر معاوية أن يكتب للأقرع وعيينة، فقال عيينة: أتراني أذهب بصحيفة المتلمس؟ فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيفة فنظر فيها فقال : قد كتب لك بما أمر لك.
- ضع القلم على أذنك فإنه أذكر لك.
- ألق الدواة، وحرف القلم، وأقم الباء، وفرق السين، ولا تعور الميم.
- لا تمد بسم الله.
[4] الطوسي، تهذيب الأحكام، 1/2 (نقله؛ ناصر القفاري، أصول مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية، عرض ونقد، 1415هـ، 1994م، ط2، 1/361)

[5] ابن عبد البر، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، ت/ عادل مرشد، عمّان: دار الإعلام، 1423هـ، 2002م، ص883
[6] الأبوكريفية، من الكلمة اليونانيّة ((ἀπόκρυφος)) ((أبوكريفوس)) أي مخفي، اصطلاحًا: النصوص والأسفار المرفوضة من طرف الفرق النصرانية (الأرثودكسيّة):(الأبوكريفا النصرانيّة)، أو اليهوديّة: (الأبوكريفا اليهوديّة).
[7] Bruce Metzger, The Bible in Translation, Grand Rapids: Baker Academic, 2001, p. 46
[8] Thomas Patrick Hughes, The Dictionary of Islam, being a cyclopaedia of the doctrines, rites, ceremonies, and customs, together with the technical and theological terms, of the Muhammadan religion, London: W.H. ALLEN, 1895, pp.516-516



ومجددا , الفضل أولا وأخيرا طبعا يرجع الى سلسلة الرائعة من إصدارات مبادرة البحث العلمى لمقارنة الأديان
Academic Research of Comparative Religion Initiative
ARCRI
المؤسسة العلمية الدعوية العالمية

الاثنين، 7 فبراير 2011

رسول الله في كتب السابقين !( فى كتب الهندوس) د . راغب السرجانى




رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتب السابقين !


رسول الله السابقين الهندوس) راغب

أكرم الله البشرية برسوله وخاتم أنبيائه محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأرسله إلى جميع العالمين إنسهم وجِنِّهم، عربهم وعجمهم، بأوضح حُجَّة، وأظهر دلالة، وأبين برهان، وساق الله جل جلاله تلك الدلائل الظاهرة البينة لتَعْلَم البشرية صدق دعوته ونُبْلَ رسالته، وأنه حلقة في سلسلة الأنبياء الذين أرسلهم الله جل جلاله لوظيفة واحدة لا تتجزّأ، وتتمثَّلُ في دعوة التوحيد لله ربِّ العالمين.

ومن سُنَّة الله تعالى أن كل نبي يُسَلِّم جذوة دعوته إلى الذي يليه، وهكذا فقد بَشَّرَتْ برسول الله صلى الله عليه وسلم الكتب السالفة، وأَخْبَرَتْ به الرسل السابقة، من عهد آدم أبي الأنبياء والبشر إلى عهد المسيح عيسى بن مريم ، كُلَّمَا قام رسولٌ أُخذ عليه الميثاق بالإيمان برسول الله والبشارة بنُبُوَّتِه ورسالته.

وهذه البشارات هي بمنزلة الإعلان والبلاغ المسبق من الله ومن الرسل إلى الأمم والشعوب بمَقْدَم محمد رسول الله ، والحكمة منها أن لا يحدث انقطاع في الهدي الإلهي؛ فإذا جاء نبيٌّ جديد فلا يُقَابله أتباع النبي السابق بشيء من العداوة والبغضاء والتعصُّبِ المذموم، بل يشعرون أنه امتداد لما كان عليه النبي السابق؛ فتتواصل بذلك الهداية الإلهية، وتتعاضد وتتكامل الرسالات السماوية.

بشارة رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتب الهندوس

أخبر القرآن الكريم أن الله تعالى أرسل لكل أُمَّة رسولاً يدعوهم إلى التوحيد، فينذرهم ويُبَشِّرهم؛ ليُقيم عليهم الحُجَّة يوم القيامة، وأن كل هذه الأمم والشعوب قد عَرَفت وتَيَقَّنَتْ -عن طريق أنبيائهم ورسُلهم- بمجيء خاتم الأنبياء والرُّسل محمد ، وهو ما أخبر به القرآن الكريم في قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الأَوَّلِينَ} [الشعراء: 196]، أي: "إِنَّ ذِكْرَ محمدٍ في كتب الأولين"[1].

كتاب السامافيدا

ورغم أنه لم يَعُدْ من كتب السابقين إلاَّ بقايا قليلة جدًّا، لكنها لم تَخْلُ من ذِكْرِ لمحمد ورسالته؛ ففي كتاب (السامافيدا)، أحد الكُتب المقدَّسَة لدى البراهمة، نجد النصَّ التالي: "أحمد تلقَّى الشريعة من ربِّه، وهي مملوءة بالحكمة، وقد قُبست من النور كما يقبس من الشمس"[2].

كتاب أدهروهيدم


وجاء في كتاب مُقَدَّسٍ آخر عند الهندوس وهو (أدهروهيدم) ما نصُّه: "أيها الناس، اسمعوا وَعُوا؛ يُبْعَثُ المحمَّدُ بين أظهر الناس، وعَظَمَتُه تُحْمَدُ حتى في الجنة، ويجعلها خاضعة له وهو المحامد"[3]. يعني محمد.

كتاب بفوشيا برانم

وفي كتاب هندوسي ثالث هو (بفوشيا برانم) ما يلي: "في ذلك الحين يُبعث أجنبي مع أصحابه باسم محامد الملقب بأستاذ العالم[4]، والمَلِك يطهِّره بالخمس المطهرة"[5]. ولا شكَّ في أنها الصلوات الخمس التي يمحو الله بهنَّ الخطايا.

وقد جاء وصف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتاب (بنوشيا برانم)، فقد ورد فيه: "هم الذين يختتنون، ولا يربون القَزَع[6]، ويربون اللِّحَى، ويُنادون الناس للدُّعاء بصوت عالٍ[7]، ويأكلون أكثر الحيوانات إلاَّ الخنزير، ولا يستعملون الدرباء[8] للتطهير، بل الشهداء هم المتطهرون، ويُسمون بمسليّ[9]؛ بسبب أنهم يُقاتلون من يُلبس الحقَّ بالباطل، ودينهم هذا يخرج منِّي وأنا الخالق"[10].


بشارة رسول الله في الترتيلات الهندوسية

كتب الويدات

ولقد قامت مجموعة من الباحثين الهندوس بتحليل العديد من الترتيلات الهندوسية المختلفة، والتي جاءت في كتب الويدات وغيرها من الكتب الهندوسية، فوجدوا أن النبي محمدًا صلى الله عليه وسلم قد ذُكِرَ صراحة، كما ذُكِرَتْ بعضُ محاور رسالته ودعوته؛ لذلك كَتَبَ عددٌ من علماء الهندوس وغيرهم بحوثًا حول هذه الشخصية الفذَّة التي وجدوها في كتبهم، وهي شخصية
(نراشنس)، فدرسوها في ضوء ما ذُكِرَ لها من الخصائص والأوصاف.

وكلمة (نراشنس) كلمة سنسكريتية[11] مكوَّنة من مقطعين؛ أوَّلهما: (نر)، ومعناه الإنسان، وهذا غريب بالنسبة للويدات التي قلَّمَا تختار من البشر أحدًا لمدحه والثناء عليه. والمقطع الثاني: (أشنس)، ومعناه اللغوي: مَنْ يُحْمَدُ ويُثْنَى عليه بكثرة، فهو مرادف لمحمد مرادفة تامَّة، ومع ذلك فلم تَكْتَفِ الويدات بذكر اسم هذا النبي العظيم فقط، بل "وفَّرَتْ لنا تفاصيل أخرى تقطع سبل النقاش والجدال، وتَبُتَّ البشارة بتَّة لا مجال فيها لأدنى احتمال، وأكبر مجموعة لهذه التفاصيل هي ما ورد في (أتهرو ويد) في بابه العشرين، والفصل السابع والعشرين بعد المائة، بينما يوجد بعض البيانات في مناتر[12] أخرى جاءت متفرِّقَة في بقية الويدات والكتب المقدسة عند الهندوس"[13].


وقد تُرجمت هذه المناتر على الصورة التالية:


1- "اسمعوا أيها الناس باحترام، إن نراشنس يُحمد ويثنى عليه، ونحن نعصم ذلك المهاجر -أو حامل لواء الأمن- بين ستين ألف عدوٍّ وتسعين عدوًّا".

ويُلاحَظُ في هذه الترتيلة عدَّة أشياء؛ أوَّلها: أن هذه الشخصية تتمتَّع بحمد الناس وثنائهم عليها، وتمتاز على الآخرين بذلك، ولا يُعرف في تاريخ البشر إنسانٌ حمده الناس وأثْنَوْا عليه بمعشار ما أثْنَوْا على محمدٍ وحمدوه، فهو الذي امتاز بهذه الخصيصة بين الأنبياء.

وثانيها: أن هذه الترتيلة ذَكَرَتْ كلمة المهاجر، ومن المعلوم أن محمدًا قد هاجر من مكة إلى المدينة، وموضوع الهجرة من أبرز الأحداث التي مرَّ بها الأنبياء عليهم السلام.

وثالثها: وهو الغريب في هذه الترتيلة أنها أحصت أعداء النبي ؛ فهم ستين ألفًا وتسعين عدوًّا، وقد تتبع بعض الباحثين عدد من عادى النبي في حياته فوجدهم يقربون من هذا العدد، والله أعلم[14].

2- "يكون مركبه الإبل، وأزواجه اثنتي عشرة امرأة، ويحصل له من علو المنزلة، وسرعة المركب أنه يمسُّ السماء ثم ينزل".

وهذه الترتيلة واضحة جدًّا في دلالتها على نُبُوَّةِ محمد صلى الله عليه وسلم والبشارة به؛ إذ ما من وصف ذُكِرَ فيها إلاَّ وقد تَحَقَّقَ في رسول الله ، فنراشنس -محمد - كان دائم الركوب للإبل في أسفاره وغزواته، وهذا مشهور متواتر في كتب السيرة، وهو دليل على أن ميلاد هذا النبي لا يكون إلاَّ في منطقة صحراوية؛ لأن الإبل لا توجد إلاَّ في مثل هذه المناطق، وقد وُلِدَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفعل في مكة، وهي أرض صحراوية قاحلة تُحِيطُ بها صحاري شاسعة. ثم إن النبي لا يكون عزبًا بل يتزَوَّج من اثنتي عشرة امرأة، ولم يَثْبُتْ ذلك لأحد غيره من الأنبياء والمرسلين؛ فقد تَزَوَّج رسول الله من اثنتي عشرة امرأة على رأي من قالوا بأن السيدة ريحانة بنت زيد -رضي الله عنها- كانت زوجة من زوجاته [15].

وقد تحدَّث ويد بركاش أبادهياي -وهو أحد كبار علماء اللغة السنسكرتية في شبة القارة الهندية- عن ترجمة الفقرة الثانية من هذه البشارة في كتابة: "نراشنس أور أنتم رشي" ص14، وهي أن أزواجه تكون اثنتي عشرة امرأة، وهو لم يُشِرْ إلى احتمال أيِّ معنًى آخر سواه[16].

وهناك إشارة أيضًا إلى رحلة الإسراء والمعراج التي ركب فيه النبي صلى الله عليه وسلم البراق[17] الذي كان من سرعته أنه يضع قدمه عند منتهى طرفه، وأنه علا به إلى السماء، ثم نزل إلى الأرض[18].

ويتَّضِحُ من هاتين الترتيلتين -وغيرها من بقيَّة التراتيل المتعلِّقَة بنراشنس- مدى تطابقهما مع أوصاف محمد صلى الله عليه وسلم ؛ لذلك فهو دليل صريح من كتب الهندوس على التبشير بنُبُوَّة محمد صلى الله عليه وسلم، ولا يَتَوَانَى بعض علماء الهندوس في ذكر ذلك صراحة، ولا يَستغرب أحد أن كُتب الهندوس قد جاءت بأوصاف لرسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فاعتقادُنا بأنها مجموعة من الكتب الموضوعة بأيدٍ بشريَّة قد يكون صحيحًا إن كان المقصود بذلك التحريف والتبديل؛ لأنه لا يُعقل أن تتنزل الرسالات في منطقة الشرق الأوسط، وتُنسى بقية المعمورة بساكنيها من الوحي والرسالات - وحاشا لله سبحانه ذلك - لأنه يتعارض مع رحمته وعدله، وقد أخبرنا القرآن الكريم أن كل أُمَّةٍ من الناس لم تَخْلُ من نذير أو بشير، رسول الله السابقين الهندوس) راغب: {وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلاَّ خَلاَ فِيهَا نَذِيرٌ} [فاطر: 24]. ومن ثَمَّ يمكن التعويل على هذه الترتيلات الهندوسية -استنادًا لما ذكره علماؤها- في التصديق والبشارة بنُبُوَّة محمد صلى الله عليه وسلم .

د. راغب السرجاني

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] القرطبي: الجامع لأحكام القرآن 13/138.


[2] السامافيدا الجزء الثاني من الفقرة 6-8، نقلاً عن صفي الرحمن المباركفوري: وإنك لعلى خلق عظيم 1/351.


[3] كتاب أدهروهيدم، الجزء العشرون الفصل 127 الفقرة 70، نقلاً عن صفي الرحمن المباركفوري: وإنك لعلى خلق عظيم 1/352.


[4] وأيضًا فإن في الإنجيل إنجيل يوحنا أن المسيح أخبر بهذه الصفة، بقوله: "إن أركون العالم سيأتي". وأركون تعني السيد والعظيم. انظر: ابن تيمية: الجواب الصحيح 5/304، 305.


[5] الجزء 2 الفصل 3 العبارة الثالثة وما بعدها، نقلاً عن صفي الرحمن المباركفوري: وإنك لعلى خلق عظيم 1/352.


[6] جمع قزعة وهي القطعة من السَّحاب، وسمِّي شعر الرأس إذا حُلِق بعضه وترك بعضه قزعًا؛ تشبيهًا بالسَّحاب المتفرِّق. انظر: شمس الحق آبادي: عون المعبود شرح سنن أبي داود 11/165.


[7] ينادون للدعاء: أي ينادون للصلاة؛ لأن الصلاة دعاء.


[8] الدرباء: نبات يخرج به الهنود الدم من جسم الإنسان، ويعدون هذا العمل تطهيرًا من الخطايا.


[9] مسلي: أي يسمون بالمسلمين، دخل عليها شيء من التحريف.


[10] الجزء الثالث الفصل الثالث عبارات 27، 28، نقلاً عن صفي الرحمن المباركفوري: وإنك لعلى خلق عظيم 1/352.


[11] السنسكريتية: هي لغة قديمة في الهند، وهي لغة طقوسية للهندوسية، والبوذية، والجانية.


[12] مناتر: هي التراتيل الهندوسية في كتب الويدات.


[13] صفي الرحمن المباركفوري: وإنك لعلى خلق عظيم 1/366.


[14] صفي الرحمن المباركفوري: وإنك لعلى خلق عظيم 1/371.


[15] انظر: السابق نفسه 1/371، 372، وابن كثير: السيرة النبوية 4/605، وابن سيد الناس: عيون الأثر 2/388.


[16] نقلاً عن صفي الرحمن المباركفوري: وإنك لعلى خلق عظيم 1/374.


[17] البُراق: دابة يركبها الأَنبياء عليهم السلام. وقيل: البراق فرس جبريل، وهي الدابة التي ركبها الرسول في الإسراء والمعراج؛ سُمِّي بذلك لنصوع لونه وشدَّة بريقه، وقيل: لسرعة حركته شبَّهه فيها بالبَرْق. انظر: ابن منظور: لسان العرب، مادة برق 10/14.


[18] انظر: صفي الرحمن المباركفوري: وإنك لعلى خلق عظيم 1/375.

http://www.islamstory.com/%D8%B1%D8%B3%D9%88%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%81%D9%8A-%D9%83%D8%AA%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D8%A8%D9%82%D9%8A%D9%86

الخميس، 3 فبراير 2011

نظرية الصدفة ونشوء الكون , واقوال العلماء فى تجلى الخالق

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نظرية الصدفة فى نشأة الكون
هى نظرية تحتل المركز الأول فى التيارات التكفيرية
لنقوم بتحليل أسبابها ولكن لنعرف أولاً بعض التيارات اللادينية الغريبة فى نظري

1-الألوهي
"وهو الذى يؤمن بوجود اله خالق ولكن لا يعترف بأى ديانة على وجه الأرض"
لا يلبث كثيرا فى اللادينية حيث يأخذه معتقده الى أن هذا الاله حكيم ومدبر وخلق كل شئ لسبب فيبدأ ليبحث فى الديانات لعل يتوافق مع تلك الدقة فى الخلق دقة فى ديانة من الديانات فلا يكون لا ديني قائم بنسبة مئة بالمئة
هذا لمن يعتقد منهم أن هذا الإله حكيم مدبر لأن هناك من يقتنع أن الإله كان لاهيا أو هو الآن منشغل أو انه لا هدف من خلق الإنسان أو الكون وأشياء كثيرة لا يستسيغها العقل فى وصف ذات الله الذى فى كل خلق من مخلوقاته نرى أنه يدبر بحكمة لا لهوا أو لعبا

2-اللا أدرى
وهو مذهب متذبذب تماما, حتى معتنقيه لا يجمعهم فكر موحد من خلال حيثي معهم فمنهم لا يدرى هل الله موجود ام لا
ومنهم من لا يدرى هل الكون ذاته موجود ام لا
ومنهم من لايدرى هل الديانات صحيحة أم لا

فى اعتقادى الشخصى هو أظلمهم معتقدا وأسهلهم فى نفس الوقت
هذا المعتقد أظنه مظلم لأنه يجعل معتنقه فى حيرة دائما وفى بحث دائم كالشخص المذبذب "وهنا أتحدث عن الباحثين"
وفى نفس الوقت أيسرهم لأنه يجعلهم سريعي الخطى نحو معرفة وجهة يتجهون إليها

فكان ولا بد من نظرية تحفظ التيارات التكفيرية مكانها
تلك النظرية التى أرى الكثير مؤمناً بها رغم ركاكتها وضعفها وأصبح الله يتجلى بالفعل فى عصر العلم وأصبحت هذه النظرية فى انطفاء

فكرت فى أن أضع بعض استنتاجات لعلماء الذين يرون أنه بالفعل الله يتجلى فى عصر العلم
وأن نظرية الصدفة علميا أصبحت كومة من الرماد لا معنى لها ولا قيمة....
أقوال العلماء مقتبسة من المؤلف كريسى موريسون فى كتابه الله يتجلى فى عصر العلم وسأضع روابط للعلماء حتى لا يقولوا أننا نؤلف او ندلس
لعل يراها أي ملحد وأغلبهم يدعون إيمانهم الكامل بالعلم ويتفكر مليّاً فيما وضع فيه نفسه

وهذا رابط للكتاب مترجم
الله يتجلى فى عصر العلم

أولا بداية الكون:-
لقد دلت قوانين الديناميكا الحرارية على أنه لا بد من وجود بداية لهذا الكون
حيث أن القوانين أثبتت ان كل شئ مادى يتجه نحو الفناء "الصفر المطلق" فإن كان الكون موجودا منذ الأزل لكان فنائه منذ الأزل نفسه أيضا
إذن نظرية أزلية الكون نظرية نُسفت علمياً

إذن الكون له بداية
وكل بداية لابد من وجود له مبدئ

هل هذا الكلام غير منطقى؟؟؟
هل هذا الكلام اعتباطى؟؟؟
لا
كيف هذا ....



لننظر جميعا إلى هذه الكاميرا
اذا مر عليها ألف ألف عام
فجاء اثنان احدهما قال
مبدعٌ هذا الذى صنع الكاميرا
وجاء الآخر وقال
لا هى لم تصنع بل تكونت تلك التروس وتلك التقنيات جميعا ثم تجمعت المسامير وفى جريان ضخم للهواء أصبحت كاميرا ديجتال تقنيتها دقيقة جدا

فجاء الأول وقال له
كلامك غير منطقى
فقال
بل الغير منطقى أن يكون هناك صانع لها

من هذا الحوار البسيط ياترى من المخطئ ؟؟؟
من يتحدث بالمعقول والمقبول والمنطقى ومن بغير ذلك؟؟؟

طيب هناك سؤال آخر ان افترضنا صدق الثانى
من اين اتت المسامير
من اين اتت التروس
أليس لا بد من واجد لها؟؟؟؟
سأقول شيئا وهو استنتاجى الخاص وهو معتنقى نظرية الصدفة لديهم مرض نفسى يسمى "وسواس قهرى" (Obsessive–compulsive disorder) وهذا المرض يجعل الشخص يضع احتمالات حتى وان كانت غير منطقية أو معقوله أو مقبولة وغالبا ماتكون وهمية بحتة لا علاقة لها بالواقع

ولكننا الآن فى أرض الواقع لذا علينا أن نتحدث واقعيا
بعين العقل
لذا كل من يقرأ لابد وأن يرجع إلى أرض الواقع
أرض الماديات البحتة لا مجال للخيالات أو الأحلام التى ليس لها أى دليل مصداقية.

إذن قلنا بدايةً أن العالم المادى لا يمكن أن يكون أزلى وهذا ماتكشفه لنا قوانين الديناميكا الحرارية
فلابد وأن صانع هذا الكون المادى غير مادى

فقول الشخص الملحد مثلاً
أريد أن أرى الله
شئ غير منطقى بالمرة , لأن وجود الشخص ككائن مادى يجعله مقيد بما خُلق من أجله وما خلق له

إذن التوصل لذات الله سيكون بالتوصل إلى ماخلقه لنا الله عزوجل لنتأكد من وجوده جل وعلا
فنرى أشياء كثيرة تجعلنا كلها مُقادين بعقلانية وعن اقتناع بوجود ذات الله والذى جاء بنا للدنيا لرسالة معينة لا اعتباطيا ولا لهوا كما يقتنع الألوهيين أو اللا أدريين وكما ينكر وجوده الملحدين
والمتفكر فى خلق الله سيعلم ان الله خلق كل شئ بتدبير محكم ومعجز وجعل لكل شئ من مخلوقاته رسالة وهدف معين ليدلنا عليه وعلى أن وجودنا له هدف لا اعتباطيا

نرى كل شئ ملخصا فى آية واحدة من آي الله عزوجل
( إنّ في خَلقِ السّمواتِ والأرضِ واختلافِ اللّيلِ والنّهار لأياتٍ لأولىِ الألبابِ)
(ال عمران: 190)

الله عزوجل يقول لأولى الألباب أى العقول المفكرة سَيَروا أن كل ماحولهم آيات ودلائل وجوده وآيات ودلائل لحكمة وجودهم

فمنطق الألوهيين لن يتسيغ هذا ولا اللا أدريين وبالطبع الملحدين معهم
فالله لا يمكن بكل هذه الدقة يكون لاهيا أو لاعبا بنا -حاشا لله-

قبل أن اشرع بقول العلماء فى نسف نظرية الصدفة لنشوء الكون أريد أن اجيب على سؤال دائما يسأله الملحدين

لماذا خلقنا الله إذن ؟؟؟
المشكلة فى هذا السؤال أن الملحد يريد أن يرى اجابة على أساس أن منهجية عيش الانسان كمنهجية الله
أى ان الله خلق الانسان لحاجة
وهذا خاطئ تماما
فالله لم يخلق الإنسان لأنه يحتاج إليه
أو ان الله -وحاشا- يطلب من الانسان شيئا لا يقدر هو عليه

ودائما ماينتظر الملحد ان الله خلقنا لانه يحتاج كذا أو كذا -طبعا ليس جميعهم فمنهم المتعقلين- وعندما لا يجد حاجة لله يظن اذن انه لهوا أو لعبا
وحقيقة أن الصيغة الحقيقية للإجابة والتى كان يجب أن يفطن اليها اى متعقل هى
الله خلقنا لحكمة كذا وكذا

اى ان الله خلقنا لحكمة عنده لا لحاجة يريدها
وحكمة الله معروفة وهى استخلاف الانسان فى الأرض وهذه الطريقة فى خلق الانسان تجعل من حياته ثلاث أهداف رئيسية وهى:-
عبادة الله
عمارة الأرض
تزكية النفس

ولا تسير منهجية واحدة من دون الأخرى
تلك الرسالة جمعت فى سورة واحدة من أصغر سور القرآن وهى سورة العصر فقد قال الله تعالى
وَالْعَصْرِ , إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ , إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ
سورة العصر

الآن بالتأمل فى تلك السورة سنرى الله يخبرنا من خسر من الأناسىّ غير من
آمنوا === وهذا هو الهدف الأول "عبادة الله"
وعملوا الصالحات === وهذا هو الهدف الثانى "عمارة الأرض"
وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر === وهذا هو الهدف الثالث "تزكية النفس"

فى المقابل نرى نظرية الصدفة ومابها من اخطاء
ولندخل فى الحديث عن نظرية الصدفة

أولا : خطأ نظرية الصدفة وزوالها كان منذ أن عرف العلم وتيقن أن هذا الكون غير أزلى ولكن بفرض أن هذا الكون أزليا وأنه كان موجودا

سأعطى مثال
بفرض انه كان موجود احرف اللغة العربية امامنا مبعثرة
احتمال وقوع حرف الألف بجوار الحرف ميم
2/28
أى 1/14

وهذا هو ماتمثله نظرية العشوائية التى يعتمدون عليها فى نظرية الصدفة "المصادفة والاحتمال"
ونرى قول العالم

فرانك ألن
http://www.rsc.ca/awards_Henry_Marsh...nner.php#TOC33

عالم الطبيعة البيولوجية
ماجستير ودكتوراه من جامعة كورنل – أستاذ الطبيعة الحيوية بجامعة مانيتويا بكندا من سنة 1904 إلى سنة 1944- اخصائي في أبصار الألوان والبصريات الفسيولوجية وإنتاج الهواء السائل، وحائز على وسام توري الذهبي للجمعية الملكية بكندا.

فى مقاله
"نشأة العالم هل هو مصادفة أوقصد؟؟؟"

يضع البروفيسير الاحتمالات الأربع عن وجود الكون ويضع تعليقه فى كل نظرية
فيقول نصا وسأقتطف من مقالته مايهمنا
"هنالك اربعة احتمالات للاجابة عن هذا السؤال:
فاما ان يكون هذا الكون مجرد وهم وخيال، وهو ما يتعارض مع القضية التي سلمنا بها حول وجوده،
واما ان يكون هذا الكون قد نشأ من تلقاء نفسه من العدم،
واما ان يكون أبديا ليس لنشأته بداية،
واما ان يكون له خالق."
"اما الاحتمال الاول فلا يقيم أمامنا مشكلة سوى مشكلة الشعور والاحساس، فهو يعني ان احساسنا بهذا الكون وإدراكنا لما يحدث فيه لا يعدو ان يكون وهما من الأوهام ليس له ظل من الحقيقة. وقد عاد إلى هذا الرأي في العلوم الطبيعية أخيراً سير جيمس جيبز الذي يرى ان هذا الكون ليس له وجود فعلي، وانه مجرد صورة في أذهاننا. وتبا لهذا الرأي نستطيع ان نقول اننا نعيش في عالم من الاوهام، فمثلا هذه القطارات التي نركبها ونلمسها ليست إلا خيالات، وبها ركاب وهميون وتعبر انهارا لا وجود لها وتسير فوق جسور غير مادية.. الخ، وهو رأي وهمي لا يحتاج إلى مناقشة أو جدال.
اما الرأي الثاني، القائل ان هذا العالم بما فيه من مادة وطاقة قد نشأ هكذا وحده من العدم، فهو لا يقل عن سابقه سخفا وحماقة، ولا يستحق هو ايضا ان يكون موضعا للنظر أو المناقشة.
والرأي الثالث الذي يذهب إلى أن هذا الكون أزلي ليس لنشأته بداية إنما يشترك مع الرأي الذي ينادي بوجود خالق لهذا الكون
، ولكن قوانين الديناميكا الحرارية تدل على ان مكونات هذا الكون تفقد حرارتها تدريجيا وانها سائرة حتما إلى يوم تصير فيه جميع الاجسام تحت درجة من الحرارة بالغلة الانخفاض هي الصفر المطلق، ويومئذ تنعدم الطاقة، وتستحيل الحياة.فكلها دليل واضح على ان اصل الكون ان أساسه يرتبط بزمان بدأ من لحظة معينة
ومعنى ذلك انه لابد لاصل الكون من خالق أزلي ليس له بداية، عليم محيط بكل شيء، قوي ليس لقدرته حدود، ولابد ان يكون هذا من صنع يديه."

هذا ما استنتجه هذا العالم بعد تلك الاحتمالات الموضوعة دائما من جميع الناس لوجود الكون فكل منها لها ثغرة تبين خطأ معتنقيها

ثم يرجع العالم فرانك آلن ليذكر دقة ماحولنا وخلق الله للأرض ويقول

"وكثيرا ما يسخر البعض من صغر حجم الأرض بالنسبة لما حولها من فراغ لا نهائي. ولو أن الأرض كانت صغيرة كالقمر، أو حتى لو ان قطرها كان ربع قطرها الحالي لعجزت عن احتفاظها بالغلافين الجوي والمائي اللذين يحيطان بها، ولصارت درجة الحرارة فيها بالغة حد الموت. اما لو كان قطر الأرض ضعف قطرها الحالي لتضاعفت مساحة سطحها أربعة أضعفا واصبحت جاذبيتها للاجسام ضعف ما هي عليه، وانخفض تبعا لذلك ارتفاع غلافها الهوائي، وزاد الضغط الجوي من كيلو غرام واحد إلى كيلو غرامين على السنتيمتر المربع،
وعلى ذلك فان الارض بحجمها وبعدها الحاليين عن الشمس وسرعتها في مدارها، تهيئ للإنسان أسباب الحياة والاستمتاع بها في صورها المادية والفكرية والروحية على النحو الذي نشاهده اليوم في حياتنا."

ثم بعد ذلك يعدد دقة خلق كل شئ فيما حولنا ولكن نكتفى بهذا القدر من مقالته ولنأتى على أهم ما بها وهو ان كان نظرية الصدفة صحيحة واخذناها -على سبيل المسايرة والجدل- انها من الصحة بمكان فهل هذا يستسيغ مع وجودنا؟؟؟

"قد قام العالم الرياضي السويسري تشارلز يوجين جاي بحساب هذه العوامل جميعا فوجد ان الفرصة لا تتهيأ عن طريق المصادفة لتكوين جزيء بروتيني واحد الا بنسبة 1 إلى 10 أس 160، اي بنسبة 1 إلى رقم عشرة مضروبا في نفسه 160 مرة. وهو رقم لا يمكن النطق به أو التعبير عنه بكلمات. وينبغي ان تكون كمية المادة التي تلزم لحدوث هذا التفاعل بالمصادفة بحيث ينتج جزيء واحد اكثر مما يتسع له كل هذا الكون بملايين المرات. ويتطلب تكوين هذا الجزيء على سطح الأرض وحدها عن طريق المصادفة بلايين لا تحصي من السنوات قدرها العالم السويسري بانها عشرة مضروبة في نفسها 243 مرة من السنين ( 10 أس 243 سنة).
وقد حسب العالم الانجليزي ج.ب. ليثز J. B. Leathes الطرق التي يمكن ان تتألف بها الذرات في احد الجزئيات البسيطة من البروتينات فوجد ان عددها يبلغ البلايين (10 أس 48). وعلى ذلك فانه من المحال عقلا أن تتآلف كل هذه المصادفات لكي تبني جزيئا بروتينيا واحداً.

وهذه الفترات الزمنية لم يتأتى أساسا وقتها بعد فكيف ستتكون بالصدفة؟؟؟
اذن عن طريق نظرية المصادفة والاحتمال اذا بحثنا فيها رياضيا نعلم ما الذى ينفع ان نطلق على وجوده صدفة وعشوائى وما هو محدد,

وخلق الكون لا يمكن أن يكون مصادفة عن طريق الحسابات الرياضية.

والآن عن حديث كُنْه الله
فالكثير من الملحدي يقولون ولماذا لا يرينا الله نفسه وينهى علينا الأمر
ولماذا لا نستطيع التوصل إلى ذات الله
فى هذا يجيبنا
روبرت موريس بيج
عالم الطبيعة
حاصل على دكتوراه في العلوم من جامعة هاملين – اشتغل في معمل البحوث لبحرية الجيش الامريكي منذ سنة 1927 – كان اول من اكتشف الرادار في العالم سنة 1934، سجل نحو 37 بحثا معظمها في الرادار، الف كثيرا من الكتب – يعمل في الوقت الحاضر مديراً مساعدا في معامل بحوث البحرية الامريكية.
فى مقاله "اختبار شامل"

فيقول عن كنه الله

"فالاله الذي نسلم بوجوده لا ينتمي إلى عالم الماديات، ولا تستطيع حواسنا المحدودة ان تدركه، وعلى ذلك فمن العبث ان نحاول اثبات وجوده باستخدام العلوم الطبيعية لانه يشغل دائرة غير دائرتها المحدودة الضيقة. فاذا لم يكن للاله وجود مادي فلابد ان يكون ذلك الاله روحانيا، أو هو يوجد في عالم من الحقيقة غير ذلك العالم الفيزيقي على اية حال، وبذلك فانه لا يمكن ان تحده تلك الأبعاد الثلاثة، أو ان يكون خاضعا لقيود الزمان التي نعرفها، ولابد لنا ان نسلم ان هذا الكون المادي الذي يخضع لقيود الزمان والمكان ليس الا جزءا يسيرا من الحقيقة الكبرى التي ينطوي عليها هذا الوجود."
يكمل ويقول
"ان الايمان بوجود الله من الأمور الخاصة التي تنبت في شعور الانسان وضميره، وتنمو في دائرة خبرته الشخصية".

والآن الى الاستدلال المنطقى لوجود الله
نرى قول العالم
ميريت ستانلي كونجدن
عالم طبيعي وفيلسوف
دكتوراه من جامعة بورتون – أستاذ سابق باحدى كليات فلوريدا – عضو الجمعية الأمريكية الطبيعية – اخصائي في الفيزياء وعلم النفس وفلسفة العلوم والبحوث الانجيلية.
Merritt Stanley
Congdon, natural scientist and philosopher, holder of three doctorates from Webster and Burton Universities

فى مقالته "درس من شجيرة الورد" الذى يقوم بالاستدلال المنطقى الصرف لوجود ذات الله
يقول بعد العديد من الدلائل على الصحة الاستنباطية:-

"وما بالنا نذهب بعيدا وقد درسنا الذرة واستخدمنا ما نعرفه من قوانين الكتلة والطاقة في استنباط صفاتها وتركيبها وخواصها، ونحن مع ذلك لم نر الذرة حتى اليوم بطريقة مباشرة.
ولقد ايدت القنبلة الذرية الأولى ما وصلنا اليه من قوانين ونظريات حول تركيب الذرة غير المنظورة ووظائفها.
اننا نستدل على هذه الظواهر جميعا بآثارها، معتمدين في ذلك على الاستدلال المنطقي الصرف وعلى ما لدينا من حقائق اولية بسيطة تتعلق بهذه الظواهر والأشياء. واننا لنستطيع ان نستخدم نفس المنطق الاستدلالي في ادراك وجود الله تعالى ومعرفة صفاته."

فحكمة الاستنباط أيضا موضوعة لمعرفة وجود الله تبارك وتعالى
فيقول كلمات مهمة
"اننا نستطيع ان نستخدم المنطق لكي ندرك ان لخالق هذا الكون صفات تناظر الصفات التي نجدها في أنفسنا، فلابد ان يكون سبحانه متصفا بالحكمة والإرادة والقدرة."

ثم يكمل لنا البروفيسور ليؤكد أن هذا الكون ليس فقط كون مادى فقط بل هو كون مادى وروحى أو مادة وغير مادة ويأتى على هذا بمثال
فيقول العالم
"هذا الكون الذي نعيش فيه لا يمكن ان يكون مادة صرفا وانما هو مادة وروح، أو مادة وغير مادة. ولا نستطيع ان نصف الاشياء غير المادية بالأوصاف المادية وحدها.
وكثيرا ما طلبت إلى تلاميذي ان يصفوا لي شيئا غير مادي مثل (الفكرة)، وطلبت اليهم ان يبينوا لي التركيب الكيماوي للفكرة وطولها بالسنتيمترات، ووزنها بالغرامات ولونها وضغطها وان يصفوا لي شكلها وصورتها. وقد عجزوا جميعا عن تحقيق ذلك. وصار من الواضح انه لكي نصف أمرا غير مادي لا بد من استخدام مصطلحات وأوصاف اخرى تختلف اختلافا كبيرا عن المصطلحات التي نستخدمها في دائرة العلوم.
اننا لا نستطيع ان نسخر من هذه المشكلة أو نفر منها. فلو لم يكن هذا الكون ثنائيا لاستطعنا ان نعرف الفكرة تعريفا ماديا صرفا، وهو ما لم يحدث أبدا. "
ثم يكمل مقالته الرائعة تمنيت ان اضعها ولكنها طويلة جدا ولكنها مليئة بالاستنباطات المنطقية من الكون ولعل أهم ما لفت نظرى هو قوله عندما تحدث عن دورة المياه ودورة ثانى اكسيد الكربون والشمس والأرض فى جملة قال
"فاننا لا نفعل أكثر من ملاحظة آثار أيادي الله وعظمته"
فعلا فكما قال الله تعالى
أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُمْ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا ءإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ
صدق الله العلى العظيم

أما العالم
جون كليفلاند كوثران
من علماء الكيمياء والرياضة
دكتوراه من جامعة كورنل – رئيس قسم العلوم الطبيعية بجامعة دولث – أخصائي في تحضير النترازول وفي تنقية التنجستين

ففى مقالته "النتيجة الحتمية"
قال أنه من الملاحظ أن الكون يتكون من ثلاث عوالم من الحقائق المادى والروحى والفكرى "ومن وجهة نظرى الشخصية وليس العالم جون بالطبع , أن العالم الروحى والفكرى هما عالم واحد لا يجوز تقسيمهم فكلاهما موجودين فى العالم الروحى عامة وعلاقة الروح بالفكر هى كوجهين لعملة واحدة"

طبعا فى هذه المقالة بدأ قوله باستشهاده بما قال اللورد كيلفى – وهو من علماء الطبيعة البارزين في العالم – هذه العبارة القيمة:
(اذا فكرت تفكيرا عميقا فان العلوم سوف تضطرك إلى الاعتقاد في وجود الله)

وهو فى مقالته يوضح أنه فى المجال الكيميائى لا يعتمدون على المصادفة ولا يهمهم أن يكون الشئ أمامهم مباشرة ولكن يعتمدوا على مدلول وجود الأشياء
ويكمل ويقول نصا
"ان اكتشاف مانداليف لا يطلق عليه اسم المصادفة الدورية ولكنه يسمى (القانون الدوري)!
وهل يمكن ان نفسر على أساس المصادفة ما وصفه وتوصل اليه العلماء السابقون من تفاعل ذرات عناصر (أ) مع ذرات عنصر (ب) وعدم تفاعلها مع عنصر (جـ) كلا. انهم قد فسروا ذلك على اساس ان هنالك نوعا من الميل او الجاذبية بين جميع ذرات عنصر (أ) وجميع عنصر (ب). ولكن هذا الميل او الجاذبية منعدم بين ذرات عنصر (أ) وذرات عنصر (ج)."

نعم,,,, الصدفة لا يمكنها أن تكون سببا فى سلوك المواد وغيرها
ولا يمكن من أى سبيل أن يقوم أى ملحد بتشبيه نظرية الصدفة بوجود خالق
واتسائل متعجبة دائما
فالملحدين دائما لا يقتنعون الا بالعالم المادى
فهل وجدوا المصادفة فى عالمهم المادى ؟؟؟

بالنسبة للصدفة قال العالم جون أيضا
"فهل يتصور عاقل او يفكر ان يعتقد ان المادة المجردة من العقل والحكمة قد اوجدت نفسها بنفسها بمحض المصادفة؟ "
وأعطى اشكالا جديدا أمام معترفى قانون المصادفة وقال
". بل ان المادة عندما تتحول إلى طاقة او تتحول الطاقة إلى مادة فان كل ذلك يتم طبقا لقوانين معينة، والمادة الناتجة تخضع لنفس القوانين التي تخضع لها المادة المعروفة التي اوجدت قبلها.
وتدلنا الكيمياء، على ان بعض المواد في سبيل الزوال او الفناء، ولكن بعضها يسير نحو الفناء بسرعة كبيرة والآخر بسرعة ضئيلة. وعلى ذلك فان المادة ليست أبدية، ومعنى ذلك ايضا انها ليست أزلية، إذ ان لها بداية.
وتدل الشواهد من الكيمياء وغيرها من العلوم على ان بداية المادة لم تكن بطيئة او تدريجية، بل اوجدت بصورة فجائية، وتستطيع العلوم ان تحدد لنا الوقت الذي نشأت فيه هذه المواد. وعلى ذلك فان هذا العالم المادي لا بد ان يكون مخلوقا، وهو منذ ان خلق يخضع لقوانين وسنن كونية محددة ليس لعنصر المصادفة بينها مكان"

أى أن الكون جاء فجأة ولم يجئ تدريجيا وهذا عائق امام نظرية المصادفة والمحاولة
إذ تبعا لتلك النظرية سيكون أمامنا عائق التبعية

ثم استدرك العالم جون ليعطى مواصفات للخالق وهو أن يكون له اراده وان يتصف بالعقل والحكمة وان يكون موجودا وجودا ذاتيا

ثم يأتى العالم
ادوارد لوثركيسيل
أخصائي في علم الحيوان والحشرات – حاصل على دكتوراه من جامعة كاليفورنيا – أستاذ علم الأحياء ورئيس القسم بجامعة سان فرانسيسكو – متخصص في دراسة أجنة الحشرات والسلامندر والحشرات ذوات الجناحين.
فى مقالته "فلننظر الى الحقائق دون ملل أو تحيز"
والذى كان يتحدث فيها عن التطور والانتخاب الطبيعي

فقد ذكر أن الإيمان بوجود الله لا يقل عن الإيمان بأزلية الكون ولكن ثبت فى الديناميكا الحرارية أن الكون كان له بداية سيكون له نهاية ولكل بداية لا بد لها من مبدئ
"هذا بالطبع فى الحياة الواقعية بعيدا عن الحياة الخيالية لمرضى الوسواس القهرى"

ومن الجيد أيضا ذكر احدث ما تم معرفته بالدراسات العلمية-أو على الأقل آخر ماقرأته-
وهو أن الإيمان بوجود خالق شئ فطرى غير مكتسب
فكما نذكر قول الله تعالى
( فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِى فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ )

فنرى أن صحيفة التلغراف البريطانية نشرت بحثا بتاريخ نوفمبر 2008بقلم مارتن بيكفورد
فترجمة لما قاله
"الاطفال يولدون مؤمنين بالله ولا يكتسبون الأفكار الدينية عبر التلقي " كما يقول أكاديمي.
الدكتور جاستون باريت (Dr Justin Barrett) , باحث متقدم في مركز علم الانسان والعقل في جامعة أوكسفورد, يقول بأن الأطفال الصغار لديهم القابلية المسبقة للايمان ب"كائن متفوق" لأنهم يعتبرون أن كل ما في هذا العالم مخلوق لسبب.

والذى ألف عن هذا كتابا يسمى
Why Would Anyone Believe in God

ويذكر فى المقال دراسته على أطفال بأعمار مختلفة ليخرج منها بأن الأطفال عندهم نزعة فطرية فى وجود خالق
وقال جملة أحب أن اضعها أيضا
"العقول الناشئة بشكل طبيعي للأطفال تجعلهم يميلون للايمان في خلق الاهي و تصميم ذكي بدل التطور فهو غير طبيعي للعقول البشرية و صعب التقبل و الاستيعاب. "

وهذا هو رابط بالمصدر يمكنكم منه أن تقرأوا ادّعاؤه
Children are born believers in God, academic claims
http://www.telegraph.co.uk/news/news...ic-claims.html


وهذا رابط كتابه
Why Would Anyone Believe in God
http://www.planetsantabarbara.com/Re...n-god-251.aspx


والكثير أيضا من المقالات من العلماء تثبت وجود الله تبارك وتعالى وتجليه فى عصر العلم
فنظرية المصادفة ليست أكثر من نظرية غير مستساغة لأصحاب العقول يؤمن بها من عندهم وسواس قهرى فقط ليبعدوا عن منطقية العقل والتفكير السوى إلى أشياء خرافية خاطئة جدا بعيد عن العقل والواقع
يعتمدها أصحاب التيارات التكفيرية أو مايسمونها "بالتنويرية" ووالله لا أراها إلا ظلامية حالكة جدا
كل من يقع فى شركها لن يشعر إلا بضنك
وحتى لو فرضنا بصحتها وهو أن كل شئ تجمع صدفة ليكون الأشياء الحية التى نراها الآن
فيبقى سؤال
ومن أين اتت تلك الأشياء قبل أن تتجمع؟؟؟؟
ففرضية أزلية وجودها أسقطها علم الديناميكا الحرارية
وأن تكون أتت من لا شئ هرطوقات لا يقبلها عقل ولا منطق ولا مقبول

فكما قال لورد كيلفي – وهو من علماء الطبيعة البارزين في العالم – هذه العبارة القيمة:
(اذا فكرت تفكيرا عميقا فان العلوم سوف تضطرك إلى الاعتقاد في وجود الله)

وقال أيضا الفيلسوف الانجليزي فرانسس بيكون منذ أكثر من ثلاثة قرون
إن قليل من الفلسفة يقرب الإنسان من الإلحاد أما التعمق في الفلسفة فيرده إلى الدين

أما أنا فكمؤمنة مسلمة موحدة بالله -عزو جل- لم يكن ليزيد إيمانى قول العلماء جميعهم ولم يكن ينقص بمثقال حبّة من خردلٍ بنفيهم ولكنه يبقى حجة على المحتجين وعلى المتحدثين باسم العقل إن كان هذا ماوصفوا به أنفسهم
ويبقى لى أن اختم بقول الله تعالى
قُلْ لِمَنْ الأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (84) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَذَكَّرُونَ (85) قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (86) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ (87) قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (88) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّا تُسْحَرُونَ (89) بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِالْحَقِّ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (90)
سورة المؤمنون 84-90

واسأل الله أن يرزقنا الإخلاص فى القول والعمل وأن يثبتنا على الحق فكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم
"ستأتي فتن على أمتي كقطع الليل المظلم يصبح الحليم فيها حيران فيصبح فيها الرجل مؤمنا و يمسي كافرا ويصبح الرجل كافرا ويمسي مؤمنا يبيع دينه بعرض من الدنيا"
ثبتنا الله جميعا
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين