بسم الله الرحمن الرحيم
أولا : كل الفضل يرجع عند كتابتى لهذا الموضوع الى سلسلة إصدارات مبادرة البحث العلمى لمقارنة الأديان
Academic Research of Comparative Religion Initiative
المؤسسة العلمية الدعوية العالمية
والآن ندخل الى صلب الموضوع
أولا وقبل كل شئ يجب ان نعلم معنى كلمة الأمّية فى اللغة العربية
ولمعرفة هذا يجب ان نعود للأصول العربية
لا كما يفعل المدلسون فيرجعون للأصول العبرية واليهودية فلا يمكن لأحد عندما يحدثنى بالفرنسية أن أفتح القاموس الانجليزى لأترجم منه
وكان يجب ان يعلم اى ناقد التمايز المتكامل بين المعنى اللغوى والاصطلاحى للكلمات
1- لا أنكر ان اللغة السيريانية والعبرية تشارك اللغة العربية فى الجذر السامى الأول
ولكن مايجهله المدلسين [1] ان اللغات الساميّة مفيدة في فهم ما غمض من الألفاظ العربيّة، إذا كانت هذه الألفاظ دخيلة على اللسان العربي أو كانت من المشترك السامي، لكنّها غير معتبرة إذا ثبت لنا من خلال التصريح أو الاستقراء معنى مُحكمٌ في العرف اللساني البياني العربي ضمن السياق الزمني المقصود.
ونحن هنا نبحث فى الكلمة العربية "أمّىّ"
والتى من الملاحظ أن المستشرقين من المنصِّرين يربطونها بالكلمة العبرية "أممى"
فيردوا الكلمة العربية للمصطلح اليهودى العبرى ((جويم)) ((גוים))
وهذا المصطلح عند اليهود يطلق على غير اليهود بمعنى "أمم" والتى مفردها ((جوي)) ((גוי)) أى أمة غير يهودية
وهذا مايعتمدون عليه فى إلقاء نفيهم لكلمة ان معنى أمىّ هو الذى لا يعلم القراءة والكتابة
ولكن يأتينا سؤالا
هل هذا ما يدل عليه النصوص القرآنية؟؟؟؟
لا , فعندما نفتح القرآن الكريم والسنة النبوية نراهما يؤكدان على ان معنى كلمة أمية هى نفى القراءة والكتابة عن الانسان بل ونفى الحق والهدى عنهم أيضا
{هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِين}[2]
{فَإنْ حَآجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَاد}[3]
الآن تعالوا نضع مقام الأميين من هم فى غير أمة اسرائيل لنرى ماذا سيحدث.....
سنرى أن الآية لا تستنيخ لهذا المعنى الدخيل الذى قال عنه المستشرقون والمتنصرين وأصحاب التيارات الكفرية
وهو ما أكّده ((كيرلس جلاسي)) ((Cyril Glasse)) في موسوعته ((موسوعة الإسلام الموجزة)) ((The Concise Encyclopedia of Islam)) بقوله في مقالة (أمي): ((لقب للنبي. رغم أنّ كلمة أمي قد فهمت من المسلمين على أنّها تشير إلى أنّ النبي كان أميًا، فإنّ بعض النقّاد الغربيين نازعوا في إتيمولوجيّة الكلمة لزعمهم أنّها تعني (gentile) وذلك بربط كلمة أمي بكلمة أمّة، ويقولون إنّ ذلك بسبب أنّ محمدًا قد دعى إلى الوحي الإبراهيمي الـ (gentiles) أو غير اليهود. إنّ كلمة أمّة لا تعني (nation) بالمعنى العبري لكلمة ((جوي))، وليس الإسلام ديانة منبثقة من اليهوديّة، على خلاف المسيحيّة ... وليس فهم المسلمين لكلمة أمي كفهم المستشرقين لها.))[4]
والآن نكران الموضوع من الناحيتين الاتميولوجية والفيولوجية لا تكمن من كلامنا اعتباطيا أو متموعا ولكن تكمن على أسباب عديدة منها
ثانيا:
يجب ان نرى قول العرب وموقفهم من كلمة أمىّ
فنرى الآن:-
قول ((ابن منظور)): ((معنى الأمي المنسوب إلى ما عليه جَبَلَتْه أمه أي لا يكتب فهو أمي لأن الكتابة مكتسبة؛ فكأنه نسب إلى ما يولد عليه أي على ما ولدته أمه عليه.))[5]
وقال ((أبو حيان)): ((الأمي هو الذي لا يكتب ولا يقرأ في كتاب، أي لا يحسنون الكتب فيطالعوا التوراة ويتحقّقوا ما فيها.)) [6]
أما ((ابن قتيبة)) فقد نسب كلمة أمي إلى أمة العرب التي لم تكن تقرأ أو تكتب، فقال: ((قيل لمن لا يكتب أمي، لأنه نسب إلى أمّة العرب أي جماعتها، ولم يكن من يكتب من العرب إلاّ قليل؛ فنسب من لا يكتب إلى الأمّة …))[7]
ومن الشهادات المبكّرة في تفسير معنى كلمة ((أميّ))؛ قول المؤرّخ ((محمد بن إسحاق بن يسار المديني)) (ت151 هجرية ) صاحب السيرة النبوية المشهورة: ((كانت العرب أميين لا يدرسون كتابًا، ولا يعرفون من الرسل عهدًا.)) [8]
..وقول الحافظ ((يحيى بن معين)) (ت223 هجرية): ((كان جعفر بن برقان أميًا، لا يكتب و لا يقرأ)). وقال أيضًا: ((كان أبو عوانة أميًا يستعين بإنسان يكتب له.)) [9]
إذن كلمة أمّى كانت بين العرب وفى لسان العرب تعنى هو الذى لا يعرف القراءة ولا الكتابة
والقرآن كما قال الله تعالى أنه نزل <بلسانٍ عربىٍّ مبين>
إذن أول منطق وهو ان الكلمة لا تعنى الجهل بالقراءة والكتابة منسوف تماما ولا يصح لا عقلا لان نصوص القرآن لا تستقيم بالمعنى الذى ألصقوه المستشرقين به ولا نقلا لان العرب كانو يقولون على الامى الجاهل بالقراءة والكتابة
ثالثا:
شهادة القرآن الكريم على أمّية النبى صلى الله عليه وسلم:-
فى معظم الأحيان ان لم يكن كلها عندما اتحاور مع لادينيين ملحدين او نصارى او اى فرقة أخرى
أرى انهم يتحدثون وكأن النبى لم يكن له أعداءا يتربصوا له كل مرصد
ولم يكن هناك رجال ينتظرون خطئاً بالقرآن كى يبينوا أنه بشرىٌّ -وحاشا الا ان يكون كلام الله عزوجل-
وكأن لم يكن هناك من يجادله ليلا ونهارا تعنتا او معرفة للحق
وكأن من أمامى أحاوره هو أول من نقد النقد ويظن هذا
ولكن الا يتفكرون انه كان بالفعل من يتربص له كل مرصد؟؟؟
هل يعتقدون انهم بهذا الغباء ليتركو اخطاء فى القرآن تجعل متبعيه يستنفرون ويجهزوا بدلا من ذلك جيوشا للاعتداء على المسلمين؟؟؟
طيب لنرى الآن القرآن يقول
{وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلاَ تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لاَّرْتَابَ الْمُبْطِلُون}.[10]
إذن هنا تقريرا على أمية النبى صلى الله عليه وسلم وعدم معرفته لا بالقراءة ولا بالكتابة
وهذه الآية تنفى الدراسات التى تعب فيها كل ملقى شبهة على الإسلام ليقول ان اميته لا تعنى نفيه للقراءة والكتابة
ثم يأتى القرآن الكريم مقررا عدم علم النبى صلى الله عليه وسلم بكتب القوم فى قوله تعالى
{مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلاَ الإِيمَانُ}
وقوله تعالى أيضا
{قُل لَّوْ شَاء اللّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَدْرَاكُم بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِّن قَبْلِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُون}
ومع هذا فيأبى المدلسون الا ان يفتروا الظلم والبهتان وما يجعلنا على يقين بعدم المامهم بالقرآن وبعلمهم به ولكن يخفون بعض الكتاب ويقرأون الآخر
ونرى فى هذا قول الامام النحاس
((وذلك دليل على نبوته، لأنه لا يكتب ولا يخالط أهل الكتاب؛ فجاءهم بأخبار الأنبياء والأمم وزالت الريبة والشك .))[11]
رابعا :
شهادة السيرة النبوية العطرة :-
تعددت المواقف فى السيرة التى تشهد لأمية النبى صلى الله عليه وسلم
كما الناظر يرى افتقاد السيرة عن ذكر وجود النبى فى اماكن التعلم والتعليم او استخدامه للقرطاس والقلم أو غيره
كما نرى انه فى المرحلة المدنية يوجد للنبى 61 كاتبا مع حاجته للكتابه للملوك والأمراء ولا نجد ولا مرة ذكر انه مسك قرطاسا وقلما وكتب أى شئ
كما نعلم ان طفولة النبى صلى الله عليه وسلم كانت من القسوة بماكانت عليه
ولماذا لا نرى معلما للكتابة والقراءة للنبى مع ذكر كل تفاصيل الحياة؟؟؟
فهل يكون العلم بلا معلم؟؟؟
أظن ان الأمر كما ذكرت المستشرقة ((كارن أرمسترونج)) ((Karen Armstrong)): ((يبدو أنّه من الانحراف في الرأي تحدّي التراث الإسلامي التفسيري لكلمة (أمّي). لا توجد أيّة إشارة في المصادر الأولى إلى ممارسة محمّد للقراءة أو الكتابة. كان محمد يملي كلامه على غيره، كَعَلِي المتعلّم، إذا ما أراد إرسال رسالة. إنّها لخدعة كبيرة أن يكون محمد قد أخفى طوال حياته قدرته على القراءة والكتابة. بعيدًا عن أنّ ذلك ليس من الأمور المعهوده، فإنّه يبدو من العسير جدًا المحافظة على هذا الغش؛ نظرًا للتقارب الشديد في المعيشة بين محمد وقومه.))[12]
وقد أقرّ بأميّة الرسول صلّى الله عليه وسلّم عدد من المستشرقين مثل ((مرتشي)) ((Marraci)) و((بريدو)) ((Prideaux)) و((أوكلي)) ((Ockley)) و((جروك)) ((Gerock)) و(( أرمون-بيير كوسن دو برسفال)) ((Armand-Pierre Caussin de Perceval)) و((ج. م. أرنولد)) ((J. M. Arnold)) و((بالمر)) ((Palmer)) .[13]
خامسا:
شهادة الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا:-
قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم:
((إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب، الشهر هكذا وهكذا وهكذا وعقد الإبهام في الثالثة والشهر هكذا وهكذا يعني تمام ثلاثين.))
رواه بخارى ومسلم فى صحيحيهما
قال ((المباركفوري)) : ((قال صلّى الله عليه وسلّم إنّا أمّة أميّة لا نكتب ولا نحسب؛ أراد أنهم على أصل ولادة أمهم؛ لم يتعلموا الكتابة والحساب؛ فهم على جِبلّتهم الأولى.))[14]
إذن الأمر لا يحتاج الى كل هذه التأويلات الهرطوقية أو غيرها فقد دفع عن هذا الرسول صلى الله عليه وسلم وتبقى البينة على من ادّعى
أمر آخر يجب أن نشير إليه
وهو اتخاذ الرسول كُتَّابا للوحى وللشئون الأخرى
فقد كان للرسول صلّى الله عليه وسلّم عدّة كتّاب ((كأبي بكر)) و((عمر)) و((عثمان)) و((علي)) و((زيد)) و((معاوية)) –رضي الله عنهم- يكتبون الوحي، ويكتبون العهود، ويكتبون كُتُبَه إلى مَن بعثه الله إليهم مِن ملوك الأرض ورؤوس الطوائف، وإلى عُمّاله، وولاته، وسعاته. ولم يذكر التاريخ الصادق أنه صلّى الله عليه وسلّم قام بكتابة الوحي بنفسه أو أنّه تولّى كتابة أيّ من رسائله ..
ونرى من هذا قول قال المؤرّخ ((ابن خلدون)) إنّ الكتابة في العرب كانت أعزّ من بيض الأنوق، وإنّ أكثرهم كانوا أميين، ولاسيما سكّان البادية، لأنّ هذه الصناعة من الصنائع التابعة للعمران[15]
الآن يكمن على كل مدّعى أن يثبت لنا الثقافة الموسوعية للنبى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ومن تبعه بإحسان الى يوم الدين لأسفار أهل الكتاب وعقائدهم ولغاتهم وفرقهم حتى يتبين صدق دعواكم
فكما قلت سابقاً
البيّنة على من ادعى
ولا حظوا انه يجب ان تثبتوا علمه بدقائق الكتاب المقدس عن كل شئ قد جاء به
وقد صدق الدكتور ((عبد الرحمن بدوي)) في قوله:
((ولكي نفترض صحة هذا الزعم، فلا بد أنّ محمدًا كان يعرف العبرية والسريانية واليونانية، ولابد أنه كان لديه مكتبة عظيمة اشتملت على كل نصوص التلمود، والأناجيل المسيحية، ومختلف كتب الصلوات، وقرارات المجامع الكنسية، وكذلك بعض أعمال الآباء اليونانيين، وكتب مختلف الكنائس- والمذاهب المسيحية.))!![16]
إنّ التاريخ يخبرنا أنّ ذاك الزمان لم يعرف رجلًا من أهل الكتاب أنفسهم، يحمل هذه العلوم الجمّة، بسعته ودقّتها وتلوّنها!
يتبع بالرد على الشبهات من الأحاديث وادعاءات زويمر المتعددة والتى تتخذونها كحجج عدم أمية النبى.....
أولا : كل الفضل يرجع عند كتابتى لهذا الموضوع الى سلسلة إصدارات مبادرة البحث العلمى لمقارنة الأديان
Academic Research of Comparative Religion Initiative
المؤسسة العلمية الدعوية العالمية
والآن ندخل الى صلب الموضوع
أولا وقبل كل شئ يجب ان نعلم معنى كلمة الأمّية فى اللغة العربية
ولمعرفة هذا يجب ان نعود للأصول العربية
لا كما يفعل المدلسون فيرجعون للأصول العبرية واليهودية فلا يمكن لأحد عندما يحدثنى بالفرنسية أن أفتح القاموس الانجليزى لأترجم منه
وكان يجب ان يعلم اى ناقد التمايز المتكامل بين المعنى اللغوى والاصطلاحى للكلمات
1- لا أنكر ان اللغة السيريانية والعبرية تشارك اللغة العربية فى الجذر السامى الأول
ولكن مايجهله المدلسين [1] ان اللغات الساميّة مفيدة في فهم ما غمض من الألفاظ العربيّة، إذا كانت هذه الألفاظ دخيلة على اللسان العربي أو كانت من المشترك السامي، لكنّها غير معتبرة إذا ثبت لنا من خلال التصريح أو الاستقراء معنى مُحكمٌ في العرف اللساني البياني العربي ضمن السياق الزمني المقصود.
ونحن هنا نبحث فى الكلمة العربية "أمّىّ"
والتى من الملاحظ أن المستشرقين من المنصِّرين يربطونها بالكلمة العبرية "أممى"
فيردوا الكلمة العربية للمصطلح اليهودى العبرى ((جويم)) ((גוים))
وهذا المصطلح عند اليهود يطلق على غير اليهود بمعنى "أمم" والتى مفردها ((جوي)) ((גוי)) أى أمة غير يهودية
وهذا مايعتمدون عليه فى إلقاء نفيهم لكلمة ان معنى أمىّ هو الذى لا يعلم القراءة والكتابة
ولكن يأتينا سؤالا
هل هذا ما يدل عليه النصوص القرآنية؟؟؟؟
لا , فعندما نفتح القرآن الكريم والسنة النبوية نراهما يؤكدان على ان معنى كلمة أمية هى نفى القراءة والكتابة عن الانسان بل ونفى الحق والهدى عنهم أيضا
{هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِين}[2]
{فَإنْ حَآجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَاد}[3]
الآن تعالوا نضع مقام الأميين من هم فى غير أمة اسرائيل لنرى ماذا سيحدث.....
سنرى أن الآية لا تستنيخ لهذا المعنى الدخيل الذى قال عنه المستشرقون والمتنصرين وأصحاب التيارات الكفرية
وهو ما أكّده ((كيرلس جلاسي)) ((Cyril Glasse)) في موسوعته ((موسوعة الإسلام الموجزة)) ((The Concise Encyclopedia of Islam)) بقوله في مقالة (أمي): ((لقب للنبي. رغم أنّ كلمة أمي قد فهمت من المسلمين على أنّها تشير إلى أنّ النبي كان أميًا، فإنّ بعض النقّاد الغربيين نازعوا في إتيمولوجيّة الكلمة لزعمهم أنّها تعني (gentile) وذلك بربط كلمة أمي بكلمة أمّة، ويقولون إنّ ذلك بسبب أنّ محمدًا قد دعى إلى الوحي الإبراهيمي الـ (gentiles) أو غير اليهود. إنّ كلمة أمّة لا تعني (nation) بالمعنى العبري لكلمة ((جوي))، وليس الإسلام ديانة منبثقة من اليهوديّة، على خلاف المسيحيّة ... وليس فهم المسلمين لكلمة أمي كفهم المستشرقين لها.))[4]
والآن نكران الموضوع من الناحيتين الاتميولوجية والفيولوجية لا تكمن من كلامنا اعتباطيا أو متموعا ولكن تكمن على أسباب عديدة منها
- الجهل المتعمد للعرف اللغوى للكلمة العربية
- اللجوء الى اللغة العبرية فى التدليس على ألفاظ القرآن بالرغم من وجود ثروة هائلة من الكلمات فى الشعر والخطب والأمثال
- الإعراض عن التفسير من خلال العرف القرآنى والنبوى لنفس الكلمة
- تجاهل ان العرب يرى ان اللغة العبرية هى لغة اجنبية تحتاج الى مترجم لها...
ثانيا:
يجب ان نرى قول العرب وموقفهم من كلمة أمىّ
فنرى الآن:-
قول ((ابن منظور)): ((معنى الأمي المنسوب إلى ما عليه جَبَلَتْه أمه أي لا يكتب فهو أمي لأن الكتابة مكتسبة؛ فكأنه نسب إلى ما يولد عليه أي على ما ولدته أمه عليه.))[5]
وقال ((أبو حيان)): ((الأمي هو الذي لا يكتب ولا يقرأ في كتاب، أي لا يحسنون الكتب فيطالعوا التوراة ويتحقّقوا ما فيها.)) [6]
أما ((ابن قتيبة)) فقد نسب كلمة أمي إلى أمة العرب التي لم تكن تقرأ أو تكتب، فقال: ((قيل لمن لا يكتب أمي، لأنه نسب إلى أمّة العرب أي جماعتها، ولم يكن من يكتب من العرب إلاّ قليل؛ فنسب من لا يكتب إلى الأمّة …))[7]
ومن الشهادات المبكّرة في تفسير معنى كلمة ((أميّ))؛ قول المؤرّخ ((محمد بن إسحاق بن يسار المديني)) (ت151 هجرية ) صاحب السيرة النبوية المشهورة: ((كانت العرب أميين لا يدرسون كتابًا، ولا يعرفون من الرسل عهدًا.)) [8]
..وقول الحافظ ((يحيى بن معين)) (ت223 هجرية): ((كان جعفر بن برقان أميًا، لا يكتب و لا يقرأ)). وقال أيضًا: ((كان أبو عوانة أميًا يستعين بإنسان يكتب له.)) [9]
إذن كلمة أمّى كانت بين العرب وفى لسان العرب تعنى هو الذى لا يعرف القراءة ولا الكتابة
والقرآن كما قال الله تعالى أنه نزل <بلسانٍ عربىٍّ مبين>
إذن أول منطق وهو ان الكلمة لا تعنى الجهل بالقراءة والكتابة منسوف تماما ولا يصح لا عقلا لان نصوص القرآن لا تستقيم بالمعنى الذى ألصقوه المستشرقين به ولا نقلا لان العرب كانو يقولون على الامى الجاهل بالقراءة والكتابة
ثالثا:
شهادة القرآن الكريم على أمّية النبى صلى الله عليه وسلم:-
فى معظم الأحيان ان لم يكن كلها عندما اتحاور مع لادينيين ملحدين او نصارى او اى فرقة أخرى
أرى انهم يتحدثون وكأن النبى لم يكن له أعداءا يتربصوا له كل مرصد
ولم يكن هناك رجال ينتظرون خطئاً بالقرآن كى يبينوا أنه بشرىٌّ -وحاشا الا ان يكون كلام الله عزوجل-
وكأن لم يكن هناك من يجادله ليلا ونهارا تعنتا او معرفة للحق
وكأن من أمامى أحاوره هو أول من نقد النقد ويظن هذا
ولكن الا يتفكرون انه كان بالفعل من يتربص له كل مرصد؟؟؟
هل يعتقدون انهم بهذا الغباء ليتركو اخطاء فى القرآن تجعل متبعيه يستنفرون ويجهزوا بدلا من ذلك جيوشا للاعتداء على المسلمين؟؟؟
طيب لنرى الآن القرآن يقول
{وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلاَ تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لاَّرْتَابَ الْمُبْطِلُون}.[10]
إذن هنا تقريرا على أمية النبى صلى الله عليه وسلم وعدم معرفته لا بالقراءة ولا بالكتابة
وهذه الآية تنفى الدراسات التى تعب فيها كل ملقى شبهة على الإسلام ليقول ان اميته لا تعنى نفيه للقراءة والكتابة
ثم يأتى القرآن الكريم مقررا عدم علم النبى صلى الله عليه وسلم بكتب القوم فى قوله تعالى
{مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلاَ الإِيمَانُ}
وقوله تعالى أيضا
{قُل لَّوْ شَاء اللّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَدْرَاكُم بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِّن قَبْلِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُون}
ومع هذا فيأبى المدلسون الا ان يفتروا الظلم والبهتان وما يجعلنا على يقين بعدم المامهم بالقرآن وبعلمهم به ولكن يخفون بعض الكتاب ويقرأون الآخر
ونرى فى هذا قول الامام النحاس
((وذلك دليل على نبوته، لأنه لا يكتب ولا يخالط أهل الكتاب؛ فجاءهم بأخبار الأنبياء والأمم وزالت الريبة والشك .))[11]
رابعا :
شهادة السيرة النبوية العطرة :-
تعددت المواقف فى السيرة التى تشهد لأمية النبى صلى الله عليه وسلم
كما الناظر يرى افتقاد السيرة عن ذكر وجود النبى فى اماكن التعلم والتعليم او استخدامه للقرطاس والقلم أو غيره
كما نرى انه فى المرحلة المدنية يوجد للنبى 61 كاتبا مع حاجته للكتابه للملوك والأمراء ولا نجد ولا مرة ذكر انه مسك قرطاسا وقلما وكتب أى شئ
كما نعلم ان طفولة النبى صلى الله عليه وسلم كانت من القسوة بماكانت عليه
ولماذا لا نرى معلما للكتابة والقراءة للنبى مع ذكر كل تفاصيل الحياة؟؟؟
فهل يكون العلم بلا معلم؟؟؟
أظن ان الأمر كما ذكرت المستشرقة ((كارن أرمسترونج)) ((Karen Armstrong)): ((يبدو أنّه من الانحراف في الرأي تحدّي التراث الإسلامي التفسيري لكلمة (أمّي). لا توجد أيّة إشارة في المصادر الأولى إلى ممارسة محمّد للقراءة أو الكتابة. كان محمد يملي كلامه على غيره، كَعَلِي المتعلّم، إذا ما أراد إرسال رسالة. إنّها لخدعة كبيرة أن يكون محمد قد أخفى طوال حياته قدرته على القراءة والكتابة. بعيدًا عن أنّ ذلك ليس من الأمور المعهوده، فإنّه يبدو من العسير جدًا المحافظة على هذا الغش؛ نظرًا للتقارب الشديد في المعيشة بين محمد وقومه.))[12]
وقد أقرّ بأميّة الرسول صلّى الله عليه وسلّم عدد من المستشرقين مثل ((مرتشي)) ((Marraci)) و((بريدو)) ((Prideaux)) و((أوكلي)) ((Ockley)) و((جروك)) ((Gerock)) و(( أرمون-بيير كوسن دو برسفال)) ((Armand-Pierre Caussin de Perceval)) و((ج. م. أرنولد)) ((J. M. Arnold)) و((بالمر)) ((Palmer)) .[13]
خامسا:
شهادة الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا:-
قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم:
((إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب، الشهر هكذا وهكذا وهكذا وعقد الإبهام في الثالثة والشهر هكذا وهكذا يعني تمام ثلاثين.))
رواه بخارى ومسلم فى صحيحيهما
قال ((المباركفوري)) : ((قال صلّى الله عليه وسلّم إنّا أمّة أميّة لا نكتب ولا نحسب؛ أراد أنهم على أصل ولادة أمهم؛ لم يتعلموا الكتابة والحساب؛ فهم على جِبلّتهم الأولى.))[14]
إذن الأمر لا يحتاج الى كل هذه التأويلات الهرطوقية أو غيرها فقد دفع عن هذا الرسول صلى الله عليه وسلم وتبقى البينة على من ادّعى
أمر آخر يجب أن نشير إليه
وهو اتخاذ الرسول كُتَّابا للوحى وللشئون الأخرى
فقد كان للرسول صلّى الله عليه وسلّم عدّة كتّاب ((كأبي بكر)) و((عمر)) و((عثمان)) و((علي)) و((زيد)) و((معاوية)) –رضي الله عنهم- يكتبون الوحي، ويكتبون العهود، ويكتبون كُتُبَه إلى مَن بعثه الله إليهم مِن ملوك الأرض ورؤوس الطوائف، وإلى عُمّاله، وولاته، وسعاته. ولم يذكر التاريخ الصادق أنه صلّى الله عليه وسلّم قام بكتابة الوحي بنفسه أو أنّه تولّى كتابة أيّ من رسائله ..
ونرى من هذا قول قال المؤرّخ ((ابن خلدون)) إنّ الكتابة في العرب كانت أعزّ من بيض الأنوق، وإنّ أكثرهم كانوا أميين، ولاسيما سكّان البادية، لأنّ هذه الصناعة من الصنائع التابعة للعمران[15]
الآن يكمن على كل مدّعى أن يثبت لنا الثقافة الموسوعية للنبى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ومن تبعه بإحسان الى يوم الدين لأسفار أهل الكتاب وعقائدهم ولغاتهم وفرقهم حتى يتبين صدق دعواكم
فكما قلت سابقاً
البيّنة على من ادعى
ولا حظوا انه يجب ان تثبتوا علمه بدقائق الكتاب المقدس عن كل شئ قد جاء به
وقد صدق الدكتور ((عبد الرحمن بدوي)) في قوله:
((ولكي نفترض صحة هذا الزعم، فلا بد أنّ محمدًا كان يعرف العبرية والسريانية واليونانية، ولابد أنه كان لديه مكتبة عظيمة اشتملت على كل نصوص التلمود، والأناجيل المسيحية، ومختلف كتب الصلوات، وقرارات المجامع الكنسية، وكذلك بعض أعمال الآباء اليونانيين، وكتب مختلف الكنائس- والمذاهب المسيحية.))!![16]
إنّ التاريخ يخبرنا أنّ ذاك الزمان لم يعرف رجلًا من أهل الكتاب أنفسهم، يحمل هذه العلوم الجمّة، بسعته ودقّتها وتلوّنها!
يتبع بالرد على الشبهات من الأحاديث وادعاءات زويمر المتعددة والتى تتخذونها كحجج عدم أمية النبى.....
المصادر
[1]لعلّ هذه (الموضة) هي الأكثر رواجًا هذه الأيام في المكتبة الاستشراقيّة بين أصحاب (الفانتازيا)
الفكريّة و(التقليعات) النقديّة الحديث؛ ولو كان رصيدها من الواقع شديد الهزال؛ ولذلك لا نستغرب أن
نقرأ قول ((جبرائيل صاوما)) ((Gabriel Sawma)) في كتابه: ((The Qur’an: Misinterpreted, Mistranslated and Misread : the Aramaic
Language of the Qur’an)) ص 103، مخاطبًا (الكائن الغربي) في سبيل إثبات أنّ القرآن كتاب (سرياني اللفظ والدلالة) (!): ((اليوم، من يتكلّمون السريانيّة أقدر على فهم معاني القرآن أكثر ممن يتكلّمون العربيّة؛ رغم أنّ الكثير من الألفاظ القرآنيّة قد تمّ تعريبها على مدى الأربعة عشر قرنًا الماضية.)) .. لا شكّ أنّه لا يمكن أن يجهر هذا المؤلّف بمثل هذه الدعوى (الموؤودة) في بيئتنا العربيّة .. علمًا أنّ هذا الكاتب الذي زعم أنّه يفسّر القرآن بالسريانيّة (!) والذي يحسن فهم لغة القرآن أكثر من أصحاب اللسان العربي(!)، قد عجز في بعض الأمثلة التي عرضها، عن قراءة اللفظ العربي أو نقحرة (transliteration) الآيات وأسماء الأعلام .. (إلاّ الحماقة أعيت من يداويها!)!!
[2]سورة الجمعة الآية 2
[3]سورة آل عمران الآية 20
[4]كيرلس جلاسي (ولد سنة 1944م): مستشرق أمريكي من أصل روسي. اهتدى إلى الإسلام في شبابه. تخرّج في كليّة كولومبيا. درّس مقارنة الأديان في العديد من البلاد (نيويورك، وموسكو، ولاهور ...)
[5]ابن منظور، لسان العرب، بيروت: دار صادر، د.ت، 12/34.
[6] أبو حيان، تفسير البحر المحيط، بيروت: دار الكتب العلميّة، 1422هـ، 2001م، 1/442
[7] ابن قتيبة، غريب الحديث، ت/ عبد الله الجبوري، بغداد: مطبعة العاني، 1397هـ، 1/384
[8] ابن إسحاق، سيرة ابن إسحاق، ت/ محمد حميد الله، معهد الدراسات والأبحاث، د.ت، 2/62
[9] ابن معين، تاريخ ابن معين، رواية الدوري، دمشق: دار المأمون للتراث، 1400 هـ، 3/419
[10]سورة العنكبوت الآية 48
[11] الشوكاني، فتح القدير، بيروت: دار الفكر، د.ت، 4/207
[12] Karen Armstrong, Muhammad: a biography of the prophet, New York: HarperCollins, 1993 , p.88
[13] لودفيجيو مرتشي (1612م-1700م): قسيس كاثوليكي إيطالي. درّس اللغة العربيّة في جامعة سابينزا بروما. ترجم القرآن الكريم إلى اللاتينيّة. صاحب نزعة عدوانيّة اتجاه الإسلام.
همفري بريدو (1648م-1724م): ناقد وأستاذ دين. ألّف كتاب ((حياة محمد)) ((Life of Mahomet))، وهو مؤلَّف مشحون بالافتراء والطعن
سيمون أوكلي (1678م-1720م): مستشرق بريطاني. درّس اللغة العربية في جامعة كمبردج. اشتهر بكتابه ((The History of the Saracen Empires))
ك. ف. جروك: مستشرق. صاحب كتاب ((Versuch einer Darstellung der Christologie des Koran)) في التصوّر القرآني لطبيعة المسيح.
أرمون-بيير كوسن دو برسفال (1795م-1871م): مستشرق فرنسي. درّس اللغة العربيّة في (كوليج
دو فرُنس).
أشهر مؤلّفاته:
((بحث عن تاريخ العرب قبل الإسلام وأثناء عصر محمد)
((Essai sur l'histoire des Arabes avant l'Islamisme, pendant l'époque de Mahomet))
ج. م. أرنولد (توفي 1882م): منصّر إنجليكاني
إدوارد هنري بالمر (1840م-1882م): مستشرق بريطاني. درّس اللغة العربيّة في جامعة كمبردح. تعتبر ترجمته الإنجليزيّة للقرآن الكريم أشهر أعماله.
Samuel Marinus Zwemer, The Muslim Doctrine of God: an essay on the character and attributes of Allah according to the Koran and Orthodox tradition, New York: Young People's Missionary Movement, 1905, p.92
[14] المباركفوري، تحفة الأحوذي، بيروت: دار الكتب العلميّة، د.ت، 8/212
[15] أحمد بن حجر آل بوطامي البنعلي، الردّ الشافي الوافر على من نفى أميّة سيّد الأوائل والأواخر، ضمن مجموعة الشيخ أحمد بن حجر آل بوطامي البنعلي رحمه الله، قطر: وزارة الأوقاف والشؤون الإسلاميّة، 1428هـ، 2007م، 6/248
[16] عبد الرحمن بدوي، دفاع عن القرآن ضدّ منتقديه، ت/ كمال جاد الله، القاهرة: الدار العالميّة للكتب والنشر، 1999م، ص24
الإدّعاءات الباطلة ورد الشبهات ومزاعم صموائيل زويمر ....
نتابع بحول الله الاحاديث والنصوص التى يذكرها المستشرقون والمنصرون ومن على شاكلتهم من أصحاب التيارات التكفيرية
لنرى هل ما يقولونه هو حقا فى الأحاديث من شئ أم لا.....
الشبهة الأولى :-
وهى تكمن فى هذا الحديث الذى هو من صحيح البخارىّ
((لما اعتمر النبي صلّى الله عليه وسلّم في ذي القعدة، أبى أهل مكة أن يدعوه يدخل مكة حتى قاضاهم على أن يقيم بها ثلاثة أيام، فلما كتبوا الكتاب كتبوا: هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله.
قالوا : لا نقر لك بهذا، لو نعلم أنك رسول الله ما منعناك شيئًا، ولكن أنت محمد بن عبد الله!
فقال صلّى الله عليه وسلّم:أنا رسول الله، وأنا محمد بن عبد الله!
ثم قال لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: ((امح رسول الله!))
قال علي: لا والله لا أمحوك أبدًا.
فأخذ رسول صلّى الله عليه وسلّم الكتاب وليس يحسن يكتب، فكتب: هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله، لا يدخل مكة السلاح إلا السيف في القراب.))
الآن هل يرى عاقل الحديث ؟؟؟؟ فوالله هو مجيب نفسه
عندما ذكر فى الحديث "وليس يحسن يكتب"
الرد على هذه الشبهة.....
أولا كلمة "كتب" ليست قاطعة الدلالة على ان النبى هو الذى كتب الكلام بنفسه فالعرب ينسبونها على من ائتمر بهذا الفعل
الدليل على كلامى
ما رواه ((أنس بن مالك)) رضي الله عنه أنّ النبي صلّى الله عليه وسلّم اتّخذ ((خاتمًا من فضّة، نقشه محمد رسول الله.))، ومعلوم أنّ الرسول صلّى الله عليه وسلّم لم يباشر ذلك بنفسه، وإنّما باشره غيره بطلبه صلّى الله عليه وسلّم.[1]
ثانيا : بفتح كتب الصحاح لنرى الصحيح من هذا الاحاديث على مختلف الروايات فالمستشرقين وغيرهم قد بتروا الروايات ليقوموا بالتدليس على حياة النبى نرى فى باقى الروايات الآتى :_
جاءت الرواية عن ((البراء)) في صحيح ابن حبان مصرّحة أنّ الرسول كان آمرًا بالكتابة لا مباشرًا لها: ((فأخذ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الكتاب وليس يحسن يكتب فأمر فكتب مكان رسول الله محمدًا ، فكتب هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله.))
ثالثا: روى هذا الحديث ((المسور بن مخرمة)) و((مروان)) و((أنس بن مالك)) رضي الله عنهم أجمعين، واتفقت تلك الروايات كلها على أمر النبي صلّى الله عليه وسلّم لعلي بالكتابة، فقد روى البخاري عن ((المسور بن مخرمة)) و((مروان)) يصدق كل واحد منهما حديث صاحبه قالا : ((..فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم:والله إني لرسول الله وإن كذبتموني، اكتب محمد بن عبد الله))، وكذلك قال ((أنس بن مالك)) رضي الله عنه في صحيح مسلم ما نصّه: ((فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: اكتب من محمد بن عبد الله.))
أما رواية ((البراء)) رضي الله عنه، فنلاحظ أن الرواة الذين نقلوها قد اقتصروا على بعض الألفاظ دون بعض، ومن هنا حصل اللبس والإيهام في هذه الرواية[2]
إذن هذا الحديث الذى استشهدوا به أصبح دليلا ضدهم فالنبى لم يكن يحسن يكتب وأمر عليّا أن يكتب محمد بن عبدالله
رابعا : فى رواية البخارى قال النبى صلى الله عليه وسلم "فأرنيه" -أى مكان الكلمة المراد محوها-
وهذا دلالة على أنه لا يجيد القراءة
فأنى لمن لا يجيد القراءة ان يجيد الكتابة وهذا بالإضافة الى ان الرواية نفسها التى استشهدوا بها قال وليس يحسن يكتب
وهذه دلالة قاطعة على أمية النبى صلى الله عليه وسلم
أمّا عامة الأحاديث الأخرى التي استُدلّ بها لردّ أميّة الرسول صلّى الله عليه وسلّم، فهي لا تصحّ، قال الإمام ((ابن حجر)) بعد أن أوردها: ((وأجاب الجمهور بضعف هذه الأحاديث.))[3]
والآن دعاوى زويمر او كما يلقب "الرسول الى الاسلام"
وهو مستشرق تنصيرى
نرى فى مجلته الشهيرة العالم الإسلامى مقالا كان قد كتبه تحت عنوان
((النبي "الأمي"، هل كان محمد قادرًا على القراءة والكتابة؟))
((The ‘Illiterate’ Prophet, Could Mohammed Read and Write? ))
نرى فى مقالته الطويلة -20 صفحة تقريبا- بعض الدعاوى
حديث الحديبية والذى ذكرته الآن وبينت بطلان اثبات معرفة الكتابة فى هذا الحديث
استناده بأحاديث الشيعة وهذا شئ لا يعنينا -كسُنّيين- غير أن احاديث الشيعة كلها متضاربه لأسباب سألخص منهما سببين فقط
أ- روايات الشيعة لم تؤسس على منهج علمي في النقل والتمحيص؛ ولذلك تكثر في كتبهم الروايات المتناقضة؛ حتى قال أحد محققيهم ((الطوسي)) –شيخ الطائفة-: ((لا يكاد يتفق خبر إلا وبإزائه ما يضاده، ولا يسلم حديث إلا وفي مقابلته ما ينافيه))[4]؛ وليس يصحّ في بدهيات العقول أن يرد المنصّر أو المستشرق روايات ((البخاري)) و((مسلم)) التي محِّصت تمحيصًا في حين يقبل روايات الشيعة التي هي مجرّد (تدوين) و(تجميع)!
ب- لم يستدلّ الشيعة بمحْكم من القول أو بنقل عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أو كلام من عاصره، وإنما عمدتهم ما نسبوه إلى رجل من آل البيت ممن لم ير رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؛ وليس عند الشيعة حرج في قبول هذه الأقوال لأنهم يعتقدون عصمة هؤلاء الرجال؛ وهو ما لا يرضاه –بداهة- المنصّرون والمستشرقون.
كيف نقول أن أمى مقصود به الأمم غير اليهود وهى نسبت فى القرآن للأميين من اليهود أيضا فى قول الله تعالى
{أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُون وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلاَ بَعْضُهُمْ إِلَىَ بَعْضٍ قَالُواْ أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ اللّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَآجُّوكُم بِهِ عِندَ رَبِّكُمْ أَفَلاَ تَعْقِلُون أَوَلاَ يَعْلَمُونَ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُون وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّون}
وهذه الأية تصف فريق من اليهود بالأميين فى يجوز لا عقلا ولا منطقا أن نقول ان المقصود هو أى امه دون اليهود
ذكر زويمر ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان تاجرا وأن هذا حجة على أنه يعرف القراءة والكتابة
الرد على هذا القول
- أولا لم يثبت لنا ان النبى مارس التجارة الا فترة قصيرة
- ولم يثبت لنا ان تلك التجارة تحتاج بالضرورة لمعرفة القراءة والكتابة
وكان معروف أنهم تجاريين أيضا ولم يعارض أميتهم للقراءة والكتاة تجارتهم أبدا
ذكر مختصر حديث ((عبيد الله بن مسلـم)): ((كان لنا غلامان فكان يقرآن كتابـًا لهما بلسانهما، فكان النبـيّ صلّى الله عليه وسلّم يـمرّ علـيهما، فـيقوم يستـمع منهما، فقال الـمشركون: يتعلـم منهما، فأنزل الله تعالـى ما كذّبهم به، فقال: {لسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِين}
الرد على هذا القول
هذا الحديث ليس بحجة علينا لعدة أسباب
(1) الحديث مروي عن ((عبيد الله بن مسلم الحضرمي))، وهو من المختلَف في صُحْبَتِهِ؛ قال فيه الحافظ ((مغلطاي)) في كتابه ((الإنابة إلى معرفة المختلف فيهم من الصحابة)): ((عبيد الله الحضرمي تابعي روى عن: معاذ ابن جبل)) ؛ فالحديث بذلك مرسل لا يصح!
(2) صِغر سن الغلامين وعجمة لسانهما ينفيان أن يكون لهما فضل أو أثر على النبي صلّى الله عليه وسلّم.
قال الشيخ ((ابن عاشور)): ((كان في مكّة غلام روميّ كان مولى لعامر بن الحضرمي اسمه جَبر كان يصنع السيوف بمكّة ويقرأ من الإنجيل ما يقرأ أمثالُه من عامّة النصارى من دعوات الصلوات، فاتّخذ زعماء المشركين من ذلك تمويهًا على العامة، فإن معظم أهل مكّة كانوا أمّيين فكانوا يحسبون من يتلو كلمات يحفظها ولو محرّفة، أو يكتب حروفًا يتعلّمها، يحسبونه على علم، وكان النبي صلّى الله عليه وسلّم لما جَانبه قومه وقاطعوه يجلس إلى هذا الغلام، وكان هذا الغلام قد أظهر الإسلام؛ فقالت قريش: هذا يعلّم محمداً ما يقوله.))
التحرير والتنوير 7/286
(4) لا تعلّق لهذا النص بمعرفة الرسول صلّى الله عليه وسلّم القراءة والكتابة.
§ ختم حديثه بقوله: ((ربما تعلّم فن [القراءة والكتابة] من زوجتين من زوجاته[يقصد ((عائشة)) و((حفصة)) رضي الله عنهما وعن أبويهما. ]))
الرد على هذا القول
أولا عقليا
متى تعلم النبى صلى الله عليه وسلم من السيدة عائشة وهو توفى وهى عندها من العمر 18 عام
بل متى تعلم منها والبعثة النبوية كانت قبل ولادتها من الأساس بخمس سنوات!!!!!
هل من عاقل فيجيب؟؟؟؟
ومتى تعلم من السيدة حفصة وقد تزوجها السنة الثالثة للهجرة؟؟؟؟[5]
زعمه ان الرسول صلى الله عليه وسلم لربما كان يعلم القراءة والكتابه ولكنه كان يخفى هذا على قومه
فهذا الزعم غير مقبول لا نقلا ولا عقلا لما اوردناه سابقا ولابد من العلم فى الأساس من معلم
ولكن نرى من هذا كله مرضا يسمى الوسواس القهرى (Obsessive–compulsive disorder)ونرى أنه يصيب كل الستشرقين والمنصرين ليقوموا بالقول بكل الآراء حتى وان كانت غير مقبوله عقليا وغير موجودة نقليا فقط -لنفى ربانية القرآن الكريم-ولو تبعناهم فى قولهم لأصبح لكل يقين فى هذه الحياة احتمال آخر ولأصبح كل العالم الآن فى مستنقع "اللا أدرية" البائسة
والآن رؤية ويجب من اتخاذها
بالنظر الى التاريخ وجميع الشواهد نرى أن جل من اتهم النبى صلى الله عليه وسلم أنه افتعل القرآن من عنده أسلموا فيما بعد
قول الرسول صلّى الله عليه وسلّم عند مرضه الذي قبض فيه: ((هلمّ أكتب لكم كتابًا لن تضلوا بعده.)) صحيحٌ، مخرّج في الصحيحين وغيرهما، وفي نفس الحديث أنّ الرسول صلّى الله عليه وسلّم لم يكتب شيئًا لكثرة اللغط من الصحابة رضوان الله عليهم حوله.
وقد أورد ((زويمر)) نفسه الرد الأمثل على هذه الشبهة بما نقله عن المستشرق ((نولدكه)) في قوله : إنّ كلمة ((كتب)) عند العرب تستعمل أحيانًا بمعنى ((أملى))
هكذا تكون انتهت الشبهات التى تم تلفيقها الى سيرة النبى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
خاتمة للموضوع
بعض الوقفات بحاجة الى التفكر السليم....
كى يكون النبى صلى الله عليه وسلم ذاك الشخص المتعلم وليس فقط الغير أمى بل المطلع على كتب جميع الأقوام حتى المخطوطات التى تم اكتشافها بعد وفاته يجب أن نتوقف قليلا لنتفكر إن كان حقا ما يدعوا إذن:-
- محمد النبى لم يكن يقرأ فقط بل هو ذا تطلعات جمه فى الدينيات الأخرى وهذا ما لم يثبت لا قطعا ولا وصلا لا فى كتب تايخ أو سيرة منقحة
- يجب أن يكون النبى محمد مطلع على الأسفار المقدسة لليهود والنصارى
- محمد صلى الله عليه وسلم كان مطلعا على الكتب المقدسة الأبوكريفية [6] التى لا تعترف بها فرق اليهود والنصارى الكبرى وكان عميق المعرفة بالكتب الدينية التى هى ادنى فى قداستها من الكتب المقدس
والعديد من الأشياء الأخرى كأن يكون النبى محمد بالضرورة معتكفا على كتب القوم جميعها لدراستها وجبر النواقص ودحض الأباطيل فيها ورواية ماهو صحيح وتصحيحها بما تم اكتشافه مؤخرا وكان يجب أن يكون مراعيا للإعجاز فى النظم القرآني
ومع أنه ليس أكثر من مقتبس للكلام -على حد الزعم- ولكنه تحدى اهل الأوثان وأهل الكتاب على حد سواء فى هذا....
وأخيرا يجب أن تكون الأسفار النصرانية متاحة بين يدي النبى وأن تكون مكة مرتعا تعليميا مزدهرا ليعلم كل هذا
ويكمن سؤالا فى غاية الأهمية يقطع دابر هذا الأمر
هل كانت الأسفار معربة -أى مترجمة للعربية- فى زمن النبى محمد ؟؟؟؟
بالطبع لا
فكما نرى من قول البحّاثة ((بروس متزغر)) ((Bruce Metzger))، أستاذ لغة العهد الجديد وآدابه، في كتابه المرجعي ((The Bible in Translation)) المتعلّق بصورة مباشرة بتاريخ ترجمات الكتاب المقدس؛ فقد قال في هذا الشأن:
((من الراجح أنّ أقدم التراجم (العربيّة) للكتاب المقدس تعود إلى القرن الثامن.)) .[7]
وكتب المستشرق المنصّر ((توماس باتريك هوغز)) ((Thomas Patrick Hughes)) في معجمه الذي خصّه للمصطلحات الإسلاميّة ((The Dictionary of Islam)) -نقلًا عن المستشرق ((ج. م. رودويل)) ((J. M. Rodwell))-:
((لا توجد حجة على أنّ محمّدًا قد اطّلع على الأسفار المسيحيّة المقدسة... لا بد أن يُعلم أنّه لا توجد آثار واضحة على وجود ترجمة عربيّة للعهدين القديم والجديد سابقة لزمن محمد ... أقدم ترجمة عربيّة للعهد القديم بلغنا أمرها، هي ترجمة الحبر سعديا الفيومي)). [8]
وهناك الكثير من الأدلة أيضا على عدم وجود نسخة عربية للكتب المقدس فى عهد النبى
اذن يجب ان يكون النبى ناطق للعبرانية واليونانية والسيريانية
[1] رواه البخاري، كتاب اللباس، باب نقش الخاتم، ح/ (5872)، ومسلم، كتاب اللباس والزينة، باب في اتخاذ النبي صلّى الله عليه وسلّم خاتمًا لما أراد أن يكتب إلى العجم، ح/(2092)
[2] خالد كبير علال، أباطيل وخرافات حول القرآن الكريم والنبي محمد صلّى الله عليه وسلّم، دحض أباطيل عابد الجابري وخرافات هشام جعيط حول القرآن ونبيّ الإسلام، دار المحتسب، نسخة الكترونيّة
[3]ابن حجر، فتح الباري، 7/503-504
الأحاديث هي:
-ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كتب وقرأ.
- أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر معاوية أن يكتب للأقرع وعيينة، فقال عيينة: أتراني أذهب بصحيفة المتلمس؟ فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيفة فنظر فيها فقال : قد كتب لك بما أمر لك.
- ضع القلم على أذنك فإنه أذكر لك.
- ألق الدواة، وحرف القلم، وأقم الباء، وفرق السين، ولا تعور الميم.
- لا تمد بسم الله.
[4] الطوسي، تهذيب الأحكام، 1/2 (نقله؛ ناصر القفاري، أصول مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية، عرض ونقد، 1415هـ، 1994م، ط2، 1/361)
[5] ابن عبد البر، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، ت/ عادل مرشد، عمّان: دار الإعلام، 1423هـ، 2002م، ص883
[6] الأبوكريفية، من الكلمة اليونانيّة ((ἀπόκρυφος)) ((أبوكريفوس)) أي مخفي، اصطلاحًا: النصوص والأسفار المرفوضة من طرف الفرق النصرانية (الأرثودكسيّة):(الأبوكريفا النصرانيّة)، أو اليهوديّة: (الأبوكريفا اليهوديّة).
[7] Bruce Metzger, The Bible in Translation, Grand Rapids: Baker Academic, 2001, p. 46
[8] Thomas Patrick Hughes, The Dictionary of Islam, being a cyclopaedia of the doctrines, rites, ceremonies, and customs, together with the technical and theological terms, of the Muhammadan religion, London: W.H. ALLEN, 1895, pp.516-516
ومجددا , الفضل أولا وأخيرا طبعا يرجع الى سلسلة الرائعة من إصدارات مبادرة البحث العلمى لمقارنة الأديان
Academic Research of Comparative Religion Initiative
ARCRI
المؤسسة العلمية الدعوية العالمية
بارك الله فيك وجزيت خيرا.
ردحذف